الأستاذ رضوان بنشقرون في خطبة الجمعة الأخير بالدار البيضاء الصلاح في أمة المغرب متأصل وعريق أكد الأستاذ رضوان بنشقرون، رئيس المجلس العلمي للدار البيضاء، في خطبة الجمعة الأخير بمسجد الحسن الثاني، أن مشروع الإصلاح الديني وترشيده وتقوية دور العلماء وإيلاء مهامهم العناية السامية سائر متواصل بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس". وأضاف بنشقرون أن تمسك المغاربة بالخيارات الثلاثة: المذهب المالكي في الفروع والعقيدة الأشعرية في الأصول والتصرف السني في السلوك لم يحجب عنا مبدأ التعامل مع الآخرين بلا إقصاء وتوفير جو التعاون والتحاور بلا مراء. وبذلك يتابع الخطيب: حفظ الله أمتنا من التشرذم والتفكك والعزلة، وحفظنا من الخلل في الاعتقاد، وعصمنا من التنطع في المنهج ومن التطرف في الفكر. وأشار الخطيب إلى أن إدراك المغاربة لأمرين اثنين وهما: قيام دين الإسلام على أسس ثابتة كالإيمان الصحيح والعمل الصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الشروط المطلوبة والثاني: اتباع منهج الوسطية والاعتدال، ساهم في بلوغ ثمار الخيارات الثلاثة آنفة الذكر. وزاد الخطيب مؤكدا أن نجاح الإصلاح انبنى على تماسك الشعب والملك وسريان المشورة بينهما مما حرر البلاد ووحد الأمة المغربية. وقال الخطيب إن الصلاح في الأمة المغربية متأصل عريق منذ أن اعتنق المغرب الإسلام، فقد ظل متشبثا بقيمه، دؤوبا على صلاحه، وتجذر هذا الإصلاح على كل المستويات الفردية والأسرية والاجتماعية. ونبه بنشقرون على حضور المرأة المغربية في مسيرة الإصلاح، ومواكبتها له بإشاعة العلم والفضيلة في إطار الحدود الشرعية والآداب المرعية، مضيفا أن المرأة المغربية ما تزال تحمل هذه الأمانة وتتولى هذه المسؤولية في البيت وفي مجالات عملها المختلفة. واعتبر بنشقرون الإسلام دين الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات، فلا إكراه في الدين ولا تحجير على أحد، ولا كبت للحريات، ولكنها حرية منضبطة بالثوابت المؤطرة بالشرع الملتزمة بالحدود الإسلامية، المحترمة لحقوق الآخرين. كما أنه، يتابع بنشقرون، دين التسامح والرحمة ورفع الحرج ودين الممارسة الفعلية للشعائر الربانية والسلوكات النبيلة والمعاملات الإنسانية. وبين الخطيب أن خطبة الجمعة رسالة توجيهية تثقيفية، وفريضة إسلامية هادفة وشعيرة واجبة. وعدد بنشقرون الغايات والثمار المرجوة من خطبة الجمعة، وذكر منها التأليف بين قلوب المسلمين وغفران الذنوب وتبادل النصح والنصيحة وزرع الإيمان والتقوى والصلاح في قلوب السامعين كما أنها، يتابع الخطيب فرصة ذهبية للتواصل المستمر والمنتظم بين المؤمنين وعلمائهم وأئمة مساجدهم، ويستمدون منهم المعرفة و يستنيرون منهم بنور اليقين ويستفيدون من تحليلهم للواقع. وأرشد الخطيب إلى الآداب التي يتعين على المسلم التزامها يوم الجمعة ليستفيد من غاياتها، مشددا على أن صلاح الفرد، صلاح للأسرة، وصلاح الأسرة صلاح المجتمع. يذكر أن منابر إعلامية قد أثارت حملة شعواء على الخطيب في خطبته السابقة حول لباس المرأة المسلمة بمناسبة حلول فصل الصيف وما يجب عليها من ستر، محاولة بذلك التأليب على أئمة المساجد والخطباء لتكميم أفواههم عن إرشاد الناس لما يصلح دينهم ودنياهم وفق منظور الإصلاح الديني، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس في أبريل المنصرم. عبدلاوي لخلافة