أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية أنها بصدد نصب صواريخ باتريوت في إقليمي قادس وإشبيلية في الجنوب، قريبا جدا من الحدود البحرية الشمالية المغربية، كلفت الدولة الإسبانية حسب يومية إيل موندو 100 مليون أورو، وقال وزير الدفاع الإسباني، خوسي بونو، إن مجلس الوزراء قد سمح أخيرا لوزارته بشراء 64 صاروخا من نوع باترويت المتطورة من ألمانيا. لكن وزيرالدفاع، في تصريحات له، قلل من أهمية نصب تلك الصواريخ قريبا من المغرب، نافيا بطريقة غير مباشرة أن تكون موجهة إليه، حينما ذكر بالعلاقات الجيدة بين الرباطومدريد، قائلا إن الأمر يتعلق بأهداف دفاعية بحتة. وتتوفر صواريخ الباتريوت، التي تعتزم إسبانيا نصبها في المواقع التابعة للوحدة العسكرية رقم 74 القائمة في قادس وإشبيلية، على رادار متطور يستطيع أن يحدد على مسافة 150 كيلومترا أي طائرة قادمة في اتجاه الأراضي الإسبانية، وتستطيع هذه الصواريخ، بعد تلقي إشارات التحذير من الرادار أن تتصدى للطائرة المغيرة على مسافة 80 كيلومترا من الحدود الإسبانية، ومدى ارتفاع يقدر ب20 ألف متر. وتعد هذه المرة الأولى التي تحصل فيها إسبانيا على نظام دفاع صاروخي ضد أي اعتداءات أجنبية محتملة، خاصة بعد تفجيرات مدريد في 11 مارس الماضي، التي خلفت أزيد من أربعمائة قتيل ومئات الجرحى. وكان رئيس الوزراء الإسباني، خوسي لويس رودريغيث سباثيرو، قد أعلن أول أمس، أمام لجنة التحقيق البرلمانية حول تفجيرات مدريد أنه سيقترح على الأحزاب السياسية الإسبانية ميثاقا لمحاربة الإرهاب، يرتكز على التعاون بين إسبانيا وبلدان المغرب العربي في المجال الأمني، ويحتل المغرب موقعا مهما في ميدان التعاون الأمني مع الحكومة الإسبانية. يذكر أن المغرب وإسبانيا قد أجريا مناورات عسكرية مشتركة لمدة عشرة أيام، بين 18 و28 نونبر الماضي في شاطئ إقليم قادس جنوبإسبانيا، بهدف رفع وتطوير مستوى أداء الوحدات العسكرية للبلدين والدفع بالتعاون العسكري بينهما، بحسب تصريحات لمسؤولين في وزارة الدفاع الإسبانية. إدريس الكنبوري