يدخل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه معتقلو الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر (رهائن الأقصى) الجمعة الماضية يومه الخامس، فيما انضم إليهم العشرات من المضربين خارج السجن. من جهتها هددت سلطة السجون الإسرائيلية بإنزال عقوبات بحق المضربين وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحرة الإسلامية ومصادرة حقوقهم الأساسية وعزلهم التام عن المحيط الخارجي. انتصار للقيم وأعلن رهائن الأقصى إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية بحقهم واستمرار اعتقالهم ظلما منذ 20 شهرا، وانتصارا لقيم القرآن الكريم والإسلام العظيم .كما يقول الشيخ رائد صلاح. سلطة السجون الإسرائيلية من جهتها أعلنت أمس وعلى لسان الناطق باسمها أنها ستقوم بعزل "رهائن الأقصى" المضربين عن الطعام بشكل تام عن المحيط الخارجي، وإخراج جهازي الراديو والتلفاز من غرفتهم, بالإضافة إلى حرمانهم من حقهم في شراء الحاجيات من الدكان الخاص بالمعتقلين أو بما يسمى "الكانتينا". وقال الناطق: إن سلطة السجون ستقرر في الأيام القريبة كيف ستتصرف مع المضربين عن الطعام ومن الممكن أن تصادر حقهم بشراء الحاجيات من "الكانتينا" وإخراج جهازي الراديو والتلفاز من غرفتهم وعزلهم التام عن المحيط الخارجي". تضامن واسع وتضامنا مع المعتقلين تتواصل فعاليات ونشاطات "خيمة الإضراب المفتوح عن الطعام" التي نصبت يوم الجمعة الأخير في المدخل الرئيسي لمدينة أم الفحم، حيث يواصل الكثيرون ولليوم الثالث على التوالي إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع المعتقلين. كذلك يواصل العشرات من أبناء الحركة الإسلامية والوسط العربي صياماً يوميا تضامنا مع رهائن الأقصى، في حين دعت الحركة الإسلامية الأهل جميعا ليوم صيام قطري اليوم الاثنين طاعة لله رب العالمين وتضامنا مع "رهائن الأقصى". وكانت الحركة الاسلامية قد أقامت وبحضور جماهير غفيرة مساء يوم الجمعة خيمة اعتصام وتضامن مع المضربين عن الطعام ، تحت شعار "إضرابنا عن الطعام سلاحنا ضد الظالمين". واستهل برنامج افتتاح خيمة الإضراب المفتوح عن الطعام بقراءة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقيت عدة كلمات. وقال لشيخ صالح لطفي الباحث في مركز الدراسات المعاصرة في أم الفحم: إن معادلة الصبر والمصابرة والرباط هي المعادلة المنتصرة في نهاية المشوار"، مؤكدا أن المؤسسة الإسرائيلية تحولت من خلال اعتقالها لرهائن الأقصى ومواصلة اعتقالهم من "دولة ديمقراطية" إلى "دولة ديكتاتورية استبدادية" ومن "دولة قانون" إلى "دولة فاشية" ، تعامل مواطنيها كما عاملت أمريكا مع الهنود الحمر. وأشار إلى أن ملف "رهائن الأقصى" سيدرس بعد 10 سنين في الجامعات وكليات الحقوق ومساقات العلوم السياسية. تحريض غير عادي من جهته أكد الشيخ هاشم عبد الرحمن رئيس بلدية ام الفحم والناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية أن هناك تحريض غير عادي على الحركة الإسلامية، وأن ملف "رهائن الأقصى" يدار بصورة عدائية للحركة الإسلامية ولقيم الإسلام". وتساءل الشيخ هاشم: هل أصبح إطعام الجائع جناية يحاكم عليها الإنسان؟"وأضاف: إن إدارة ملف "رهائن الأقصى" قد يتواصل لمدة 6 سنوات، وأنه يتوجب إطلاق سراح رهائن الأقصى فوراً ، ومواصلة إدارة الملف وهم خارج السجن . من جهته طالب عضو الكنيست عبد المالك دهامشة في كلمته بإطلاق سراح الشيخ رائد صلاح وإخوانه فوراً وتطرق دهامشة إلى السياسة الإسرائيلية الجائرة ودعا الله أن يجعل "تدميرهم في تدبيرهم". أما الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية فأشار في أمسية التضامن إلى أن كما يتم من فعاليات ونشاطات تضامنية مع "رهائن الأقصى" هي أقل الواجب تجاه الاخوة الذين يدفعون ثمنا لثباتهم ومواقفهم ونشاطهم المبارك من أجل الإسلام والدفاع عن المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. وأكد الشيخ خطيب خلال كلمته أن المؤسسة الإسرائيلية فشلت فيما كانت تخطط لتحقيقه من خلال اعتقال ومحاكمة "رهائن الأقصى". وقال:" كانت المؤسسة الإسرائيلية تخطط من خلال الاعتقال واستمرار محاكمة "رهائن الأقصى" إلى تخويف عموم الجماهير العربية وإبعادها عن الحركة الإسلامية، وإيقاف المد الإسلامي في البلاد ومحاولة دفع الحركة الإسلامية للتنازل عن ثوابتها خاصة تلك المتعلقة بموقفها من قضية المسجد الأقصى. وأضاف خطيب: المؤسسة الإسرائيلية لم تحقق فيما سعت إليه فمشوار الحركة الإسلامية ومشاريعها مستمرة وتزداد والحمد لله ، التواصل والتلاحم مع الجماهير العربية يزداد يوما بعد يوم، ولم ولن نتنازل عن ثوابتنا. وحسب برنامج التضمن مع الأسرى يتواصل وصول الوفود الرسمية والشعبية وممثلي الأحزاب والتيارات السياسية إلى خيمة الاعتصام بشكل يومي على مدار اليوم والليلة , فيما تشهد تواجدا جماهيريا مكثفا. كذلك تتواصل النشاطات كل ليلة بعد صلاة العشاء حيث قدم الشيخ مشهور فواز ليلة السبت محاضرة حضرها المئات بعنوان " حقوق الإنسان في الإسلام". بيان رقم 1 وفي اليوم الثالث للإضراب أصدر "رهائن الأقصى" من داخل معتقلهم البيان "رقم 1" جاء فيه: نؤكد اعتزازنا بالانتماء غلى الحركة الإسلامية!! فكيف لا وقد سارعت إلى نشر بيان لها عبر وسائل الإعلام أكدت فيه مباركتها لإعلاننا عن الإضراب المفتوح عن الطعام!! وأكدت فيه أنها ستنصب خيمة في مدخل مدينة أم الفحم ، وسيتواجد فيها فور نصبها مجموعة من الأخوة المضربين عن الطعام تضامنا معنا. وأضاف البيان: نؤكد شكرنا الجزيل للجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب على مسارعتها لنشر بيان لها عبر وسائل الإعلام، وأكدت فيه تضامنها معنا ومع إضرابنا ودعت من خلاله قيادات الأحزاب والحركات والجماهير العربية عموما إلى دعم إضرابنا والتواصل مع خيمة الاعتصام في مدخل مدينة أم الفحم. وعبر المعتقلون عن شكرهم للمؤسسة العربية لحقوق الإنسان ولمؤسسة الميزان "اللتين تقودان حملة دولية من أجل دعوة المنظمات الدولية لإرسال مراقبين للمشاركة في محكمتنا، كما وقامتا بتوزيع تقرير يلخص أحداث قضيتنا منذ بداية اعتقالنا". وأكد المعتقلون أنهم "على العهد، لا نقيل ولا نستقيل، ونؤكد أننا سنوافيكم كل أسبوع ببيان جديد". فلسطين - عوض الرجوب