تسعى تحركات مغربية وأخرى تونسية على أعلى مستوى إلى إنقاذ اتحاد المغرب العربي من الاندثار، والحفاظ عليه كإطار مؤسسي، على الأقل، وإن ظل يعيش حالة كمون منذ تأسيسه عام .1989 وهي التحركات التي تأتي عقب ما راج من خبر إعلان ليبيا التخلي عن رئاسة الاتحاد الموكولة إليه لعام ,2004 وذلك قبل انتهاء ولايتها بثلاثة أسابيع. وقد دشن أولى هذه التحركات الاتصال الهاتفي الذي أجراه أخيرا جلالة الملك محمد السادس مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقد تناول الاتصال، وفق ما نقلته مصادر إعلامية عن دبلوماسيين مغاربة، آخر التطورات على مستوى المنطقة واتحاد المغرب العربي، وذلك إثر إعلان ليبيا تخليها عن رئاسة الاتحاد المغربي. وأفادت، في سياق هذه التحركات، البيان الإماراتية عن مصدر رسمي تونسي قوله أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أجرى اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس الليبي معمر القذافي، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تم خلالهما بحث وجهات النظر بشأن المسائل المتعلقة بمسيرة اتحاد المغرب العربي. وكانت ليبيا، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية مطلعة، قد قررت الأربعاء الماضي التخلي عن رئاسة اتحاد المغرب العربي احتجاجًا على ما وصفته بتعثر مسيرة الاتحاد والخروقات الكثيرة من جانب بعض الأعضاء. وسجلت ليبيا هذه الخروقات في اعتراف موريتانيا بإسرائيل، ومساهمة عدد من دول الاتحاد مطلع العام القادم في مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) سيشارك فيها الكيان الصهيوني أيضًا، قائلة إن ذلك يعد «خرقًا لمواثيق الاتحاد»، حسب ما أفادت به المصادر نفسها. وتتولى طرابلس رئاسة الاتحاد منذ بداية ,2004 على أن تنتهي مع نهاية الشهر الجاري، ثم تنتقل بعدها إلى المغرب. وينص ميثاق اتحاد المغرب العربي على رئاسة دورية للاتحاد لمدة سنة تختتم بقمة تحتضنها الدولة الرئيس، لكنه وبسبب تعثر إجراء هذه القمة، تطول مدة رئاسة بعض الدول عادة، مثلما جرى بالنسبة للرئاسة الجزائرية التي سبقت رئاسة ليبيا للاتحاد، حيث دامت تسع سنوات. وتسمم علاقات دول المغرب العربي منذ سنين مشاكل جمة تحول دون قيام اتحاد مغاربي قوي وفاعل، تبتدئ بمشكل الصحراء المغربية، الذي يدفع غير ما مرة العلاقات المغربية الجزائرية إلى التشنج إلى حد الاصطدام، وتنتهي بالاتهامات التي أثارتها أخيرا موريتانيا ضد ليبيا، والتي تحمل من خلالها الأولى النظام الليبي مسؤولية المشاركة والتدبير في الانقلابات التي استهدفت الإطاحة بنظام الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع. وفي علاقة بموضوع الاتحاد، شكلت مستجدات هذا الأخير محور جلسة عقدها في الرباط السبت الماضي وزراء خارجية الدول الخمس المكونة للاتحاد المغاربي على هامش اجتماع منتدى المستقبل. وقد صرح الأمين العام للاتحاد، الحبيب بولعراس، على هامش هذه الجلسة العابرة، أن ليبيا ما زالت تمارس مهام الرئاسة، بيد أنه رفض الكشف عما آلت إليه مناقشات الوزراء الخمس حول الدولة التي ستتولى الرئاسة المغاربية بعد ليبيا. وتتولى طرابلس رئاسة الاتحاد منذ بداية سنة ,2004 وكان مقررا أن تنتهي الرئاسة الليبية نهاية الشهر الجاري على أن تنتقل للمغرب. وينص ميثاق اتحاد المغرب العربي على رئاسة دورية للاتحاد لمدة سنة تختتم بقمة تحتضنها الدولة الرئيس. وتخلت ليبيا عن الرئاسة قبل انتهاء ولايتها بثلاثة أسابيع احتجاجا على ما وصفته بتقصير الدول الأعضاء في تنفيذ التزاماتها تجاه الاتحاد وعدم قيامها بما هو مطلوب منهم تجاه أزمة تعرفها العلاقات اللبيبة الموريتانية. يونس البضيوي