تبعد جماعة بني وكيل عن مدينة الفقيه بن صالح بحوالي 14 كلم، وتعرف بتربية المواشي، إذ تعتبر المزود الرئيس للأسواق المحلية والوطنية. إلا أنه منذ 1990 بدأت تعرف ساكنة بني وكيل نزوحا شبه جماعي لمدينة الفقيه بن صالح، بسبب التهميش الذي عرفته الجماعة على جميع المستويات، حيث إن الجماعة معزولة تماما عن باقي الجماعات المجاورة، ولا توجد إلا طريق ثلاثية واحدة تربط بين الجماعة ومدينة الفقيه بن صالح. والغريب أن جميع الجماعات المجاورة لها عرفت نموا ملحوظا في المجال العمراني، كما عرفت عدة مشاريع مهمة في التعليم والصحة... هذه الوضعية الصعبة، أزمت وضعية الساكنة المحلية، وقد أكد لنا بعضهم أن المنطقة سوف توفر خالية من السكان نتيجة غياب المرافق الضرورية لخلق شروط عيش كريم في المنطقة، إذا لم يتدارك المسؤولون الأمر. كما أكدوا أيضا أن بني وكيل تنعدم في أغلب دواويرها شبكات المياه الصالح للشرب والكهرباء، وشبكة الهاتف، كما تنعدم فيها أيضا الفضاءات الخاصة بالشباب (كدار الشباب والملاعب الرياضية)، إضافة إلى غياب المؤسسات الدراسية من مثل الإعداديات والثانويات، وهو ما أدى الى تخلي عدد كبير من التلاميذ عن الدراسة خصوصا في صفوف التلميذات. وهذا ما يجعل السكان يحملون المسؤولية للمجالس البلدية السابقة ومعها المجلس الحالي، الذين لم يعملوا على تطوير الجماعة، مشيرين إلى أن أغلب الأشخاص الذين تعاقبوا على تسير الجماعة كان همهم الوحيد قضاء مآربهم الشخصية على حساب مصالح السكان، مستغلين عدم اهتمام السكان بالشأن المحلي. ويتساءل السكان كيف يعقل أن تمر سنوات دون أن يتغير شيئ في الجماعة، خصوصا وأن عددا كبيرا من المشاريع المهمة التي ستعود بالنفع على الجماعة ما زالت حبيسة الرفوف، ولا يكلف المسؤولون أنفسهم دراسة تلك المشاريع ووضع خطة استعجالية لتنزيلها على أرض الواقع، حتى يتمكن السكان من إيجاد متنفس في هذه الجماعة المحاصرة. في هذا الجو الذي تصعب فيه الحياة، حاول المجلس المنتخب فك العزلة عن الجماعة من خلال تنظيم موسم سنوي هو موسم مولاي عبد الله. وصرح لنا أحد أعضاء المكتب المسير أن هذا الأخير يعمل بكل جدية لأجل تنشيط الموسم، وجعله أداة للتعريف بالمنطقة، وتنشيط العمل التجاري بها، مشيرا إلى أن الجماعة تفتقر إلى الموارد المالية، وأن المكتب يعمل في إطار الإمكانات المالية الموجودة. ليبقى السؤال المطروح هو: متى ستعرف جماعة بني وكيل طريقها إلى العيش الكريم؟ عبدالنبي الشبابي