رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك تلميحات أمريكية حول دور موسع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق، منتقدا الرئيس الأمريكي جورج بوش لدعمه القوي لمحاولة تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي. وقال شيراك، ردا على سؤال حول ما تحدث عنه مسؤول أمريكي عن دور موسع للحلف، إن ذلك غير مناسب وسيفتح مجالا لسوء الفهم، وأضاف «ليس ذلك مطابقا للقرارات التي اتخذت صباح اليوم»، مشيرا إلى موافقة الحلف على تدريب القوات العسكرية العراقية. وشدد شيراك وفق ما ذكره موقع الجزيرة أمس، على أنه ليس من صلاحيات الحلف التدخل في شؤون العراق، وذلك بالرغم من إعرابه عن سعادته بنقل السلطات من الاحتلال، الذي تقوده الولاياتالمتحدة إلى الحكومة العراقية المؤقتة. ومضى الرئيس الفرنسي، الذي كان من أبرز المعارضين للحرب الأمريكية البريطانية ضد العراق، يقول «عودة السيادة إلى العراقيين تشكل في نظرنا شرطا ضروريا لعودة السلام والديمقراطية والتنمية إلى هذا البلد»، مشيرا إلى أهمية هذه الخطوة على طريق الخروج من الأزمة في العراق. ونوه شيراك بأن أحد الشروط الضرورية لاستعادة السيادة العراقية هو تمكين السلطات العراقية من التزود بقوات عسكرية وبشرطة، ومن دون ذلك لن تكون هناك سيادة في دولة عصرية، حسب وجهة نظره. وانتقد الرئيس الفرنسي جاك شيراك الرئيس الأمريكي جورج بوش في دعمه انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، قائلا: إن بوش «لم يذهب بعيدا فحسب، ولكنه ذهب لمنطقة ليست تابعة له»، من خلال مطالبة الاتحاد الأوروبي أمس الأول بإعطاء تركيا موعدا محددا لبدء محادثات الانضام للاتحاد الأوروبي. و شبه شيراك موقف بوش من تركيا بما لو قدم هو كرئيس لفرنسا شرحا للولايات المتحدة حول كيفية إدارة علاقتها بجارتها المكسيك. وسخر وزير الدولة الفرنسي للخزانة دومنيك بوسرو، من جانبه، من تصريحات بوش، وطالبه بمشاهدة فيلم مايكل مور فهرنهايت 11 9 الذي يهاجم بشدة فترة رئاسة بوش للولايات المتحدة قبل أن يعبر عن رأيه في انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. ويذكر أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعرب في التاسع من يونيو الحالي عن تحفظات شديدة إزاء دعوة الولاياتالمتحدة لمنظمة حلف شمال الأطلسى الناتو للقيام بدور في عراق ما بعد الانتقال. وأكد أن تدخل الناتو سيتضمن مخاطر كبيرة من بينها مخاطر المواجهة بين الغرب المسيحي والشرق المسلم. خليل بن الشهبة