أطلقت جماعة تسمي نفسها سرايا التوحيد والجهاد في العراق سراح ثلاثة عمال أتراك كانت تهدد بتنفيذ القصاص فيهم بقطع رؤوسهم خلال 72 ساعة، ما لم تسحب تركيا جميع شركاتها العاملة في العراق مع قوات الاحتلال. وقالت الجماعة إنها أفرجت عنهم من أجل المسلمين والمجاهدين في تركيا، ولقاء المظاهرات التي تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لأنقرة وإسطنبول. وكانت إحدى المحطات التركية قد أظهرت أمس صورا لمواطنين تركيين محتجزين لدى إحدى المجموعات المسلحة في العر اق. وفي سياق متصل، رحبت عدد من الدول العربية، ومن بينها خمس دول خليجية بتسليم السلطة، الذي تم قبل موعده بيومين للحكومة العراقية المؤقتة. فقد أعلنت دولة الكويت أمس استئناف علاقاتها المقطوعة مع جارها العراق منذ عام 1990 بسبب اجتياح الجيش العراقي لها في عهد النظام السابق. وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن الكويت «ستقوم لاحقا بترشيح سفير لها بالعراق». كما رحبت الأمانة العامة لمجلس التعاون بنقل السلطة، معتبرة أنها خطوة في طريق «تسليم السلطة الكاملة للشعب العراقي»، وأعربت عن أملها في أن يتحقق الأمن والاستقرار في العراق. ودعت الأمانة المجتمع الدولي لمساندة العراق وتسهيل مهام الحكومة المؤقتة في جميع المجالات. وتستعد الولاياتالمتحدة لتدشين أكبر سفارة لها في العالم بعد يوم من إعلان تسليم السلطة لحكومة عراقية مؤقتة ويقود هذه السفارة المؤلفة من ثلاثة آلاف دبلوماسي السفير الأمريكي السابق في الأممالمتحدة جون نيغروبونتي، الذي وصل أول أمس للعراق. وتم نقل السلطة بحضور مسؤولين عراقيين كبار، بينهم الرئيس غازي عجيل الياور، ورئيس الحكومة المؤقتة، إياد علاوي، الذي تسلم وثيقة تنهي رسميا الاحتلال من الحاكم الأمريكي السابق في العراق بول بريمر. ومع انقضاء اليوم الأول من تسليم السلطة للعراقيين انفجرت قنبلة على أحد الطرق شرقي بغداد بإحدى الدوريات الأمريكية أسفرت عن مقتل ثلاثة من جنود المارينز وإصابة اثنين، حسب اعتراف مصدر عسكري أمريكي. وفي السياق ذاته، أعدمت جماعة تطلق على نفسها الصارم المسلول على عدو الله والرسول جنديا أمريكيا كان قد أسر في أبريل الماضي. وقالت الجماعة في بيانها إنها أعدمت الجندي لأن الولاياتالمتحدة لم تغير سياستها في العراق، وانتقاما لمن وصفتهم بشهدائها في العراق والسعودية والجزائر. ويأتي إعدام الجندي الأمريكي بعد يومين من إعلان جماعة عراقية تطلق على نفسها حركة الرد الإسلامية الجناح الأمني للمقاومة الإسلامية الوطنية المنبثقة عن كتائب ثورة العشرين أنها اختطفت جنديا أمريكيا من قوات المارينز بعدما تمكنت من التسلل إلى أحد المعسكرات واستدرجت الجندي إلى الخارج. وقد اعترفت قوات الاحتلال الأمريكي بفقدان جندي من مشاة البحرية (المارينز) في العراق برتبة عريف يدعى واصف علي حسون من أصل لبناني منذ 21 يونيو الحالي، لكنها لم تؤكد أخذه رهينة. وتطالب الحركة العراقية بالإفراج عن كافة المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراح الرهينة الأمريكي، وإلا سيتم إنزال القصاص به حسبما ورد في بيان للحركة. ومن جهة ثانية، أجمع رؤساء الأحزاب السياسية المصرية على أن التعجيل الأمريكي بنقل السلطة للحكومة العراقية المؤقتة هو إجراء شكلي أرادت به الولاياتالمتحدة تضليل العرب والعالم بالإيحاء بأنها تفي بوعودها تجاه العراقيين. وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الوحدوي (اليساري) إن تعجيل تسليم السلطة استهدفت من ورائه الولاياتالمتحدة توجيه رسالة إلى قادة حلف الأطسي المجتمعين في إسطنبول بأنها جادة في تسليم السلطة للعراقيين، وبالتالي جر الحلف إلى إرسال قوات إلى العراق وتحمل مسؤوليات أمنية في هذا الشأن. وأضاف السعيد أن «السلطة التي أخذتها الولاياتالمتحدة عبر قوات قوامها 150 ألف جندي لا يمكن أن تعود من خلال قصاصة ورقية يقدمها بريمر للحكومة العراقية المؤقتة».