يعيش ثلاثون شابا مغربيا ظروفا مأساوية بعد انقضاء مدة عقد عملهم بشركة ليبية لشهر ونصف إذ لم يستطيعوا الرجوع إلى بلدهم. وصرح أحد هؤلاء المغاربة في اتصال هاتفي ل التجديد أنهم عانوا خلال شهر ونصف من سوء المعاملة ومن تجاهل القنصلية المغربية بالجماهيرية الليبية رغم أنهم لا يطالبون إلا بأخذ مستحقاتهم على مدة عملهم بشركة مصراتة (ثلاثة أشهر ابتداء من شتنبر 2005) المنصوص عليها في عقد الشغل الذي أبرموه مع مكتب التشغيل التابع لوزارة التشغيل بالمغرب. ويطالب المغاربة الثلاثون في عريضة توصلت >التجديد< بنسخة منها أمس الثلاثاء الرأي العام المغربي وأصحاب الضمائر الحية والجمعيات الحقوقية بالتدخل السريع لتقصي الحقائق إزاء الأوضاع التي يعيشونها منذ أزيد من شهر ونصف. ويطالب الموقعون على العريضة وزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الخارجية وكل الجهات المسؤولة المعنية بالأمر بترحيلهم إلى بلدهم المغرب واسترجاع مستحقاتهم لأن مدة عقد العمل انتهت بمرور ثلاثة أشهر، وأكد الموقعون تدهور حالتهم الصحية والنفسية إزاء المعاملات التي لاقوها من الليبيين والتي تتنافى مع ما كان موعودا به التعامل معهم قبل توقيع العقد. وإذا كان العمل، كما جاء في ديباجة مدونة الشغل المغربية، وسيلة أساسية من وسائل تنمية البلاد وصيانة كرامة الإنسان والنهوض بمستواه المعيشي وتحقيق الشروط المناسبة لاستقراره العائلي وتقدمه الاجتماعي، فإن هؤلاء المغاربة لا يتمتعون بشيء مما ذكر نظرا لكونهم يعاملون بعجرفة الليبيين وتجاهل بني بلدتهم ويتخذون البلاستيك غطاء لهم في هذا البرد القارس. وبلغ الغضب مبلغه بأحد هؤلاء المواطنين درجة القول: نحن جئنا بطريقة شرعية لعمل كريم، فإذا زاد تجاهلنا رجعنا إلى المغرب بالأقدام فنكون مهاجرين غير شرعيين إلى بلدنا.