من أجل معرفة موقف الشرع من الزواج الأبيض نورد جوابا للأستاذ بن سالم با هشام عضو رابطة علماء المغرب نشر بموقع إسلام أون لاين وهو كالتالي: السؤال: أنا شاب أنتمي إلى بلد يعيش أزمة اقتصادية، وجل الشباب فيه يجد في الهجرة إلى الخارج المنفذ لتحسين وضعيته. أتيحت لي فرصة الهجرة إلى الخارج عن طريق ما يسمى بالزواج الأبيض، مع العلم أنها تقريبًا هي الوسيلة الوحيدة لتسوية وضع المهاجر في ذلك البلد. - ما حكم الشرع من هذا النوع من الزواج؟ مع الإشارة أن هناك تراضي واتفاق بين الطرفين ومال سيدفع مقابل هذا الزواج. جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والعتاق، ويقول الحق عز وجل في شأن الزواج: وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا، فسمى الله عز وجل الزواج بين المرأة والرجل ميثاقًا غليظًا. ومن أنواع الأنكحة المحرمة عند جمهور السلف والخلف نكاح المتعة؛ لأنه يفقد صفة الأبدية في الزواج وينعدم فيه معنى الميثاق الغليظ، فإذا كان هذا في حق زواج المتعة الذي تتوفر فيه كل أركان النكاح الخمسة التي هي: الزوجان والصداق والولي والصيغة، فكيف بهذا النكاح الذي يخالف مبادئ الدين أصلاً؟ وفيه عدم تعظيم شعائر الله والتي هي من تقوى القلوب مصداقًا لقوله تعالى: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. ومن يدريك أن هذا الشخص الذي عقد هذا العقد الذي سماه أبيض ويسمونه في مجتمع الفتنة الزواج الأبيض لأنه بمجرد العقد سيموت؛ لأننا لا نعلم متى نموت وأين نموت وهذه من الغيبيات الخمس التي لا يعلمها إلا الله، وبالتالي تترتب كل شروط النكاح على الزوج أو الزوجة. وإن السبب في التعاطي لهذا النوع من النكاح هو قلة يقيننا في الله الذي أقسم بأنه هو يرزق العباد، بل كل المخلوقات فقال سبحانه في سورة الذاريات: وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون، فما على الأخ الكريم في بلده إلا أن يأخذ بالأسباب، والكيّس من اتعظ بغيره وهو يعلم أن في بلده الكثير من الناس يعيشون بالحلال وبعرق جبينهم ولهم أبناء والقليل من الحلال خير من الكثير من الحرام. والله تعالى قال: قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث، فعلى الأخ الكريم أن يستيقن من هذا الأمر وأن يجدّ ويجتهد في بلده، وأن يرضى بما قسمه الله له في بلده بالحلال، وإن تيسر له الخروج إلى الخارج بالطرق المشروعة فلا بأس بها، وليحذر من مسالك الحرام، وما سؤاله إلا دليل على كونه يبحث عن الحلال فأسأل الله لأخي الكريم أن يرزقه الحلال، وأن يبارك له فيه، وأن يبعده عن الحرام وإن كان كثيرًا، وإن هذا النكاح حرام بكل الأدلة. فلتتقِ الله، ولا تسمع لكلام المغرضين فالحرام بيّن والحلال بيّن، والله الموفق للصواب، والله أعلم. ""