لاقى قرار الحكومة التشادية غلق الحدود البرية مع ليبيا، ترحيبا من قبل مختلف الأطراف الفاعلة في البلاد. ويوم الخميس 5 يناير 2017، أعلن رئيس الوزراء التشادي، ألبرت باهيمي باداكي، في بيان متلفز، إغلاق الحدود البرية لبلاده مع الجارة ليبيا، توقّيا من "خطر تدفّق الإرهابيين" من هذا البلد الغارق في أزمة أمنية خانقة. وأضاف أن "الحكومة قررت، لمواجهة الخطر الذي يهدّد سلامة التراب الوطني، إعلان المناطق الحدودية مع ليبيا منطقة عمليات عسكرية". وتتقاسم مناطق تيبستي، وبوركو، وإندي الشرقية والغربية، مع ليبيا حدودا تمتدّ على طول 2200 كلم. وفي تصريح لوكالة الأناضول للأنباء، قال دايفيد مايانغ، المسؤول الإعلامي برئاسة الحكومة التشادية، إن قرارهم يأتي على خلفية تسلّل أشخاص قادمين من ليبيا إلى الأراضي التشادية ولفت مايانغ إلى أن "رئيس الحكومة لم يتخذ القرار من فراغ، وإنما يأتي في ظل التهديدات الإرهابية التي تنزل بثقلها على المناطق الحدودية مع البلد المجاور، وعقب مشاورات في مكتبه، قبل أن يصدر تعليماته إلى السلطات المختصة لغلق الحدود البرية مع ليبيا". وبالنسبة للمسؤول الإعلامي، فإن إغلاق الحدود يظل وقتيا، بما أن الإجراء سيُرفع بمجرد أن تقدّر الحكومة عدم الحاجة إليه، واحتواء التهديدات الإرهابية المتأتية من ليبيا من قبل قوات الأمن التشادية. من جانبه، أكّد الأمين العام للخارجية التشادية، موسى داغو، أن قرار بلاده "لن يؤثّر بأي حال على العلاقات الدبلوماسية والتاريخية التي تربط بلاده بليبيا". وأوضح في تصريح للأناضول أن "السلطات الليبية تتفهّم حاجة تشاد إلى التوقّي من تهديدات إرهابية محتملة على أراضيها". أما جيدي آلاهي، النائب التشادي عن "برداي" عاصمة منطقة "تيبستي"، إحدى المناطق المعلنة منطقة عمليات عسكرية، فرأى أن إجراء غلق الحدود البرية مع ليبيا سيمكّن السلطات المحلية من السيطرة بشكل أفضل على حركة تنقّل السكان بالمناطق الحدودية، لضمان سلامتهم. وتابع في حديثه للأناضول: "لفتنا انتباه الحكومة، منذ أسبوعين، إلى التهديدات الأمنية، وأشرنا إلى وجود أجانب على متن سيارات جديدة في المنطقة قادمين من ليبيا". وأردف "هؤلاء الأشخاص يقدّمون أنفسهم منقّبين (عن المعادن)، ويثيرون ذعر العمال في مواقع التنقيب". ورجّح آلاهي أن يكون هؤلاء "عناصر من تنظيم داعش تبحث عن التزوّد بالوقود عقب حصار التنظيم من قبل القوات الدولية". وفي اتصال هاتفي مع الأناضول، قال زعيم المعارضة التشادية، صالح كبزابو، إنه "حين يتعلّق الأمر بأمن مواطنينا، فإننا نترك السياسة على جنب". وأضاف أن "الإجراء حري بالإشادة، وسندعم الحكومة في جميع التدابير التي من شأنها أن تضمن سلامة حدودنا، وتتصدّى للتهديدات الإرهابية على أبوابنا".