وقع حزبان إسلاميان جزائريان، اتفاقا جديدا للوحدة، بعد أسبوعين من إعلان حركتين من التيار الاسلامي اندماجهما في تطورات متسارعة تسبق انتخابات برلمانية مقررة ربيع العام الجاري. وكتب عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير (إسلامي)، يوم الخميس 5 يناير 2017، تغريدة على موقع "تويتر"، جاء فيها: "لقد أنجزت بفضل الله قيادة حمس (حركة مجتمع السلم) و(جبهة) التغيير مشروع وحدة يرضي الله ويفرح المؤمنين ويوحد الوطن ويدعم الديمقراطية ولا ينقصه الا اعتماد مجلسي الشورى". ولم يقدم مناصرة، وهو وزير سابق، تفاصيل أكثر حول الاتفاق، وهل يعني الاندماج الكلي بين الحزبين، أم وحدة فقط خلال الانتخابات. وبحسب "وكالة الأناضول"، قالت مصادر مطلعة من قيادة الحزبين: "إن أرضية الوحدة وقعت أمس الأربعاء بين قيادتي الحزبين وسينعقد مجلسا شورى الحركتين يوم الجمعة بالنسبة لحركة مجتمع السلم والسبت بالنسبة لجبهة التغيير للنظر في الوثيقة". وقال ناصر جمدادوش عضو المكتب التنفيذي لحركة مجتمع السلم ل"الأناضول": "لقد تم فعلا توقيع وثيقة الوحدة بيننا لكن تبقى مجرد مشروع إلى غاية تزكيتها من قبل مجلس الشورى لأنه الهيئة الأولى في الحركة التي تنظر في هذه القرارات الهامة". وأضاف بشأن مضمون المشروع "لا يمكن تقديم تفاصيل حول المشروع لكن في خطوطه العربضة هو وحدة استراتيجية في إطار حركة مجتمع السلم الأم ويشمل أيضا دخول مناضلي الحزبين الانتخابات القادمة تحت قوائمها". وجبهة التغيير، التي يقودها "مناصرة"، تأسست مطلع العام 2012 بعد انشقاق قيادات من حركة مجتمع السلم التاريخية إثر أزمة داخلية شهدها الحزب. ويأتي قرار الوحدة بين الحزبين بعد أسبوعين من توقيع قيادتي جبهة العدالة والتنمية بقيادة المعارض الإسلامي عبد الله جاب الله وحركة النهضة اتفاق اندماج على أن يعقدا لاحقا مؤتمرا لتأسيس حزب جديد. وأنهى قرار الاندماج بين الحزبين انقساما دام 16 عاما، عندما فجر ملف دعم ترشح (الرئيس الحالي) عبد العزيز بوتفليقة، لانتخابات الرئاسة في 1999، ما يسمى "حركة النهضة التاريخية" إلى جناحين. يشار إلى أن خارطة التيار الإسلامي في الجزائر تتشكل من ستة أحزاب رئيسية، هي: حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي)، وجبهة العدالة والتنمية، بقيادة المعارض جاب الله، وحركة النهضة، وحركة الإصلاح الوطني، وجبهة التغيير، وحركة البناء الوطني. وأصل هذه الأحزاب يعود إلى تشكيلين سياسيين (حركة المجتمع الإسلامي "حماس"، وحركة النهضة الإسلامية) ظهرتا عام 1989، إثر بدء التعددية السياسية، بعد العمل السري في عهد الحزب الواحد، وتفرعت عنهما أحزاب عدة خلال السنوات الأخيرة، بسبب الصراعات والانشقاقات، مما أدى إلى تراجع تأثيرهما في الساحة الجزائية.