العيب ليس في السهر ... وإنما العيب في موضوع ذلك السهر ... ولذلك طرحت سؤال : أي سهرة نريد ليلة رأس السنة الميلادية بين سهرة الجزيرة وسهرة القناة الثانية دوزيم؟ نجوم السهرتين: في قناة الجزيرة ...من أهم النجوم الزعيم الليبي معمر القذافي والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل ثم كذلك المستشار طارق البشري و محمد سليم العوا رئيس جمعية الحوار و الثقافة وعبد الله ساعف وزير التربية و التعليم المغربي السابق وعلي فخرو وزير التربية و التعليم البحريني السابق و عزمي بشارة ومنير شفيق . أما نجوم سهرة دوزيم ...المغنية باسكال مشعلاني وعصام كاريكا وصاحب أغنية مكارينا الإسباني فرقة عثمان وعمر ومكائيل وفؤاد ومغنية أمريكية وبدر وصبرينا وفاطمة شعشوع وكوثر ومنى التاشينويت وليلى الكوشى والشاب طاهور والشاب أنور. عدد نجوم الجزيرة في هاته الليلة ثمانية نجوم وعدد نجوم دوزيم في هاته الليلة عشرين نجما السؤال المطروح بعد هذا : ما هو المبلغ المالي الذي أخذته باسكال مشعلاني في هاته الليلة ؟ ربما قد يفوق نجوم سهرة الجزيرة ... وأضف إلى ذلك عصام كاريكا ... موضوعات السهرة: في سهرة الجزيرة ... ندوة الحصاد و هي تقييم لواقع العالم العربي وطرح الرؤى المستقبلية .. فجاء على لسان عزمي بشارة: «ينبغي أن لا ننخرط في حملة الإنتخابات التي تسوق لها أمريكا». وقال سليم العوا: "ان الحكومات قد فقدت كل مقدراتها وأما علي الفخوري فقال ينبغي على الجزيرة ان تعمل بإعلامها على غرس المفاهيم الإجابية». واما منير شفيق فقال: «إن الولاياتالمتحدةالامريكية تريد ان تطبق في المنطقة المشروع الإسرائيلي». وأما طارق البشري فقال: «على الشعوب أن تؤسس جمعيات للنضال لكي تخرج من الغرف المغلقة». واما عبد الله ساعف فقد رسم أربعة سيناريوهات للنظام العربي القادم: «عدم التراجع وعسر الانتقال الديمقراطي والإصلاحات الشكلية. وأما السيناريو الرابع الذي يذهب إليه هو الدخول في الصراع مع قوى التغيير الوطني ...». ومن اهم ما قاله نجم الجزيرة معمر القذافي في هاته الليلة هو أن الديمقراطية هي من كلمة ديمو كراسي ولها أصل عربي وهو الدهماء على الكراسي فلا يمكن أن نقول ديمقراطية إلا إذا جلس الدهماء على الكراسي ... وأما ما جاء عن نجم الجزيرة محمد حسنين هيكل هو «لماذا يقطع العرب العلاقة مع إيران ... وقد كانت لهم علاقة مع الشاه في الماضي والذي طبع مع إسرائيل...». وبعد هذا العرض تخيلت و كأن بسكال مشعلاني نجمة السهرة في قناة دوزيم ترد على الشيخ العجوز محمد حسنين هيكل الذي يتحرق قلبه من أجل لبنان فغنت متحرقة على حبيبها الذي كذب عليها أكبر كذبة ... وعموما إن أغاني كل تلك السهرة هي أغاني المحبين الذين رسموا لوحات الغرام الفاشل... وقد أبدع الجمهور في الرقص وهو جمهور ليس كباقي الجماهير فقد اختير بعناية فائقة من حيث الملبس والشكل ... ********** في سهرة الجزيرة... مضمون السهرة هو توجع وتألم على واقع الأمة و مستقبلها... واما في سهرة القناة الثانية فكان التوجع والألم على فقدان الحبيب.. إلا أنه ما ميز سهرة دوزيم تلك النقطة المضيئة لمجموعة جيل الجلالة حينما غنت الكلام المرصع والعيون عينية.. وأما ما ميز سهرة الجزيرة تلك النقطة المظلمة التي نطق بها القذافي حينما قال أنه ليس لدينا سجين الرأي وإنما لدينا سجين الإرهاب و الزندقة . خاتمة سهري: إن المتأمل في هذين المشهدين يرى المهتم بقضايا الأمة هم فئة المسنين و أما الشباب فهم في عالم العشق و الغرام الكاذب ، وهاته صورة من أخطر الصور التي تظهر حقيقة ماتعيش فيه الأمة ، ولذلك فإنه على مر التاريخ ما كانت النهضات إلا حينما اجتمعت حكمة الشيوخ بحماسة الشباب ... إنني ما اتمناه في السنوات القادمة للأمة الإسلامية هو أن يجتمع الشيوخ والشباب على مشروع النهضة فتكون سهراتنا مطبوعة بطابع النهضة و التحرر، فعوضا من أن يغني شبابنا عاود دردك زيد دردك يغني عن النهضة و التحرر. ومن أهم الخلاصات التي نستنتجها هو أن طريق النهضة غير مكلف من الناحية المادية ولكنه مكلف من ناحية نوعية الإرادة التي تمتلكها الأمة... فطبيعي أن ما انفقته دوزيم في تلك الليلة هو أكثر بكثير مما أنفقته الجزيرة في تلك الليلة... فالجزيرة لها الإرادة القوية وما تمكنت من ذلك إلا بالجهد المستمر. وأما دوزيم فلا...