غريب أمر القناتين الأولى والثانية بتلفزة شركتنا الوطنية للإذاعة والتلفزيون ففي الوقت الذي تتناقل الأحبار التسابق المحموم بينهما من أجل تهييء سهرتي رأس السنة الميلادة الجديدة 2009 من خلال البحث عن نجوم الغناء والطرب للظفر بأحسن إعداد يرضي جمهور النظارة، نسجل باندهاش تغاضي القناتين معا يوم عيد الأضحى الذي ودعناه قبل أيام عن تقديم سهرتي العيد، فلا الأولى بادرت إلى ذلك ولا الثانية فكرت هي الأخرى في الأمر، لتكتفي كل منهما وكأنهما على إتفاق مسبق بعرض فيلمين على غرار برمجة الأيام العادية للبث الشيء الذي طرح أكثر من سؤال عن هذا التغاضي غير المسبوق وقد اعتاد النظارة في سنوات خلت الاستمتاع بسهرات خاصة يوم العيد تكون متميزة الإعداد والحضور المباشر للوجوه الفنية المبدعة. وحتى حين كان يستعصى على القناتين البث المباشر كانت كل واحدة تبادر إلى سهرة منوعات يتم فيها انتقاء أجود الاغاني والسكيتشات والطرائف الفنية التي تتماشى مع فرحة النظارة بيوم العين والتجمعات العائلية التي تعرفها الأسر وانتظارها لما سيقدم لها التلفزيون في ذلك اليوم، والسهرة الفنية على وجه الخصوص والتي شكل غيابها استثناء في برمجة القناتين لاندري أسبابه بقدر ما نعلم أن الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة لها من الامكانات المادية واللوجستيكية والبشرية مايمكنها من إحياء سهرة كل ليلة لو أرادت ذلك فبالأحرى إحياء سهرة بالأولى وأخرى بالثانية وبالذات في يوم عيد كبير عند المغاربة فهذا أمر غير مفهوم بالمرة. فهل الاحتفال برأس السنة الميلادية الذي تعد له القناتان العدة بشكل مكثف أفضل من الاحتفال بيوم عيد الأضحى!؟ هذا ما لا نستطيع الإجابة عنه!!!