يتردد محمد على محلات وقاعات الألعاب الكولفازير في كل لحظة وحين، يلعب مع باقي زملائه، غير أنه اقتنع أخيرا أن ارتياد مثل هذه الأماكن لا يجدي نفعا بسبب ما تعرفه هذه القاعات، يقول محمد أصبحت قاعات لعب الكولفازير مرتعا للعديد من الظواهر الغريبة مثل تناول المخدرات وبيعها. يشاطره الرأي صديقه رضوان (18 سنة) قائلا: أعرف أصدقاء لي أصبحوا يتعاطون للتدخين والمخدرات بسبب ارتيادهم لهذه القاعات، ولهذا السبب أصبحت أمي دائما تنصحني بعدم الاقتراب من هذه الأماكن. مراد (20 سنة)، تلميذ، ليس من المعجبين بالكولفازير غير أنه يحب أحيانا تغيير رتابة حياته فيلجأ إلى هذه القاعة من أجل الترفيه عن نفسه، عن هذا يقول مراد أذهب لقاعة الألعاب من أجل الترفيه عن النفس، ويمكن لهذا المكان أن يكون بداية للانحراف، لأن بعض الشباب يدخنون المخدرات ويعلمون آخرين طريقة التدخين. ضياع للوقت على حساب الدراسة يرى بعض مرتادي القاعات أن اللجوء لها يعتبر مضيعة للوقت ويورث عادات قبيحة، يقول كما لا يعجبني اللعب بالكولفزير، لكن ومع ذلك أعتبره مضيعة للوقت، ويمكن للشاب أن يستغل أوقات فراغه بشكل جيد. سعيد بدوره يعتبر قاعة اللعب إهدارا للوقت الذي يمكن أن يتم استغلاله في مراجعة الواجبات الدراسية، يقول سعيد بكل ثقة في النفس من الأفضل أن يستثمر التلاميذ أوقاتهم لأداء الواجبات المدرسية، غير أن أصدقاء السوء لا يتركونني لحال سبيلي، مما يدفعني أحيانا لمرافقتهم إلى هذا المكان. بالرغم من أن فؤاد يدير قاعة لعب الكولفازير، غير أنه يرى أن ارتياد الشباب لها يعتبر مضيعة للوقت، وهذا ما أكده بقوله إن الشباب عليهم أن يلجؤوا إلى شيء يفيدهم عوض أن يمضوا ساعات طويلة في قاعات اللعب، مضيفا أحيانا يتلفظ الرواد بألفاظ قبيحة وبذيئة مما يجعلنا ندعوهم للحفاظ على الجو العام، لكن بعضهم لا تنفع معه نصيحة أو أي شيء. تقول فاطمة (ربة بيت)وهي امرأة تقطن بجوار إحدى قاعات الكولفازير أشفق لحالة العديد من الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم في اللعب، وأحيانا يزعجوننا بالتلفظ بالألفاظ القبيحة، وهذا يعود لطبيعة التربية التي تلقوها سواء في بيوتهم أو في الشارع. خصام ومشادات تشهد بعض قاعات اللعب خاصة الموجودة في الأحياء الشعبية مشادات كلامية وأحيانا تتحول إلى ضرب متبادل، ولعل ما عرفته بعض القاعات من ارتكاب جرائم داخلها مؤشر على خطورة بعضها، يحدثنا مصطفى (مشرف على قاعة الكولفازير) عن ذلك قائلا : في بعض اللحظات يحصل خصام بسيط بين الشباب فيتطور إلى تبادل الضرب، فنتدخل لفك النزاع، وأضاف موضحا :خلال السنة الماضية عرفت إحدى المدن جريمة قتل بعد نزاع كان داخل قاعة للألعاب (الكولفازير) واستعملت عصا لعب الكولفازير في النزاع، مما أدى إلى وفاة شاب بعد تعرضه للضرب. وبهذا تكون لقاعات الألعاب التي أضحت تتكاثر بشكل كبير خاصة بجوار المؤسسات التعليمية انعكاسات على سلوك الشباب وتحتاج إلى أن يتحرك الآباء والمسؤولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.