عينت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السبت 30 دجنبر 2005 امحمد فاخر مدربا للمنتخبين الوطنيين للكبار والأولمبي خلفا للفرنسي فيليب تروسييه، الذي تمت إقالته من منصبه الجمعة الماضي، بعدما دخلت العلاقة بين الطرفين النفق المسدود، وفق ما صرح به نائب رئيس الجامعة محمد اوزال . وقال فاخر إنه يعتبر المناداة عليه واجبا وطنيا، وأنه كان ينتظر ذلك، بعدما تفاقمت المشاكل بين تروسييه والجامعة المغربية، وهي المشاكل التي طفت على سطح الأحداث الرياضية المحلية في الأسابيع الأخيرة. وأكد فاخر أن جميع المتتبعين كانوا يدركون أن علاقة تروسييه مع المنتخب المغربي، لن تعمر طويلا، بسبب التباين في وجهات النظر، وأن المناداة عليه لتحمل المسؤولية، في هذا الظرف الدقيق، يشكل تحديا بالنسبة له، خاصة مع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر، مشيرا إلى أنه لن يتخلى الواجب الوطني. المهمة غير سهلة وأكد فاخر أن أول رهان سيواجهه في مهمته الجديدة هو إيجاد فريق في مستوى تطلعات الجمهور الرياضي المغربي. وأوضح الإطار الوطني أنه بعد دراسة تفاصيل العقد الذي يربطه مع الجامعة سيبادر إلى تشكيل الطاقم التقني والإداري الذي سيعمل إلى جانبه اعتبارا من نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقبلة. وحول ما إذا كان متخوفا من حضور باهت للمنتخب الوطني في الحدث الإفريقي، قال فاخر ،إن المهمة لن تكون سهلة بكل تأكيد، ليس للمنتخب المغربي فحسب، بل لكل منتخبات المجموعة التي تملك نفس الحظوظ مع نسب متفاوتة، ولكنني لست متخوفا لأنني واثق في قدرات اللاعبين. وعن التركيبة البشرية التي سيعتمد عليها، وهل سيعتبر المحترفين العمود الفقري للمنتخب، أكد فاخر في تصريحات صحفية أنه أمام خيار واحد لا سواه، و هو الاعتماد على أغلب الوجوه المعروفة المحترفة، لأنها منسجمة بشكل كبير وتعرف بعضها البعض، ولها خبرة كبيرة في مثل هذه الأحداث، لا سيما وأنها خاضت نهائي دورة تونس، وهي مطالبة بلعب أدوار طلائعية في دورة مصر. وأقر محمد فاخر بوجود عوائق ومشاكل فنية، ذات صلة بوضعية اللاعبين المحترفين، على اعتبار أن عددا منهم لا يلعبون أساسيين في فرقهم، إلا أنه أكد بأنه متفائل بكون أغلبهم قادرين على تجاوز هذا العائق، بفعل خبرتهم المتراكمة، إضافة إلى أن المعسكر التدريبي الذي يفصلنا عن موعد انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم، يشكل فرصة لمعالجة النواقص. وقال فاخر بخصوص الاستعدادات لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2006 بمصر: إن من بين التحديات التي تواجهني الآن هو ضيق الوقت وعدم جاهزية اللاعبين الذين لم يخوضوا أية مباراة إعدادية منذ آخر لقاء ضمن الإقصائيات المؤهلة لمونديال ألمانيا ضد منتخب تونس باستثناء المباراة الودية ضد منتخب الكامرون بفرنسا (0 -0 ) . انسجام المحترفين وحول ما إذا كان سيعتمد على بعض لاعبي الدوري المحلي، قال فاخر: إن الأمر صعب بكل تأكيد، لأن عملية الانسجام مع المجموعة المتوفرة تتطلب وقتا ليس بالقصير، خاصة وأن كأس إفريقيا للأمم على الأبواب . وأبرز فاخر أن تشكيلة المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقبلة ستضم 90 في المائة من العناصر التي خاضت الإقصائيات إلى جانب المدرب السابق بادو الزاكي. وقال: هناك انسجام بين اللاعبين الذين خاضوا الإقصائيات الإفريقية ويعرف بعضهم البعض جيدا . وأضاف أنه رغم ضيق الوقت والتزام جل المنتخبات ببرامج إعدادية محددة، فإنه سيعمل جاهدا للتوصل إلى اتفاق مع بعض المنتخبات لإجراء مباراتين وديتين على الأقل خلال الفترة التي تفصل عن نهائيات المونديال الإفريقي. وأكد فاخر أن المنتخب الوطني قادر على التألق وصناعة إنجاز جديد، على الرغم من طارئ التغيير على مستوى الإدارة الفنية، لأن له ثوابت ولا يرضى عن المراكز المتقدمة بديلا. وأشار إلى أنه سيقوم بإعادة هيكلة للمنتخب الوطني من خلال فسح المجال للاعبي الدوري المحلي المتألقين، والمناداة على محترفين آخرين لم تكتب لهم فرصة حمل قميص المنتخب، للوصول إلى مجموعة متماسكة قادرة على الحفاظ على سمعة الكرة المغربية. وقال الإطار الوطني إنه يريد أن يطمئن الشارع الرياضي المغربي بأن أسود الأطلس ستكون لهم كلمتهم في كأس إفرقيا للأمم، على الرغم من وجودهم في المجموعة الأصعب التي تضم مصر والكوت ديفوار إلى جوار ليبيا. وحسب مصدر من داخل الجامعة، فإن من بين الشروط التي يتضمنها العقد القابل للتجديد الذي أبرمته مع امحمد فاخر ضمان تأهيل المنتخب الوطني لنهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة عام 2008 بغانا وأولمبياد بكين في السنة ذاتها . وأفاد المصدر ذاته أن المدير التقني الوطني فتحي جمال سيكون ضمن الطاقم التقني الذي سيتولى الإشراف على المنتخب الوطني إلى جانب فاخر في الدورة الخامسة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم التي ستستضيفها مصر من 20 يناير إلى 10 فبراير المقبلين. إنجازات هامة محمد فاخر من مواليد سنة 1953 بالدار البيضاء. وقد لعب بمدرسة الرجاء البيضاوي سنة 1967 والتحق بفئة الكبار عام.1972 ولعب في صفوف الفريق الأول إلى غاية سنة .1982 كما أحرز مع فريق الرجاء على كأس العرش عامي1974 و.1977 وبدأ مشواره كمدرب للفئات الصغرى بنادي الرجاء البيضاوي. وتم تكليفه بالإشراف على مدرسة الفريق، وكان وراء بروز عدد كبير من اللاعبين، حيث اشتهر باعتماده على اللاعبين الشباب، خاصة وأنه كان يمنحهم الفرصة كاملة حين يتم استغناء الرجاء عن أي مدرب أجنبي، حيث كان بمثابة مدرب طوارئ، وحين مل هذه المعادلة اختار البحث عن فرض ذاته خارج فريقه الأصلي الرجاء وهو ما تحقق له، وأصبح واحدا من أفضل المدربين المغاربة. وهو من أبرز المدربين المغاربة الذين سرقوا الأضواء في السنوات الأخيرة، وهو يشرف حاليا على تدريبات فريق الجيش الملكي الذي أعاده إلى واجهة التألقات وقاده إلى استعادة أمجاد الثمانينات، بعد احتلاله مركز الوصيف العام قبل الماضي في أول سنة له مع الفريق، قبل أن يفوز بلقب الدوري المحلي العام الماضي، وكأس الاتحاد الإفريقي عام .2005 وحين كان مدربا لحسنية أكادير قاده إلى إحراز ثلاثة ألقاب عامي 2002 و,2003 علما بأنه ترك بصماته حين كان يدرب نهضة سطات واتحاد سيدي قاسم. يذكر أن مهمة فاخر ستكون قيادة المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة عام 2008 في غانا، والمنتخب الاولمبي إلى دورة الالعاب الاولمبية في بكين في العام ذاته. وسيقود فاخر المنتخب المغربي في بطولة أمم افريقيا المقررة في مصر من 20 يناير إلى 10 فبراير المقبل. وعقده قابل للتجديد.