هدد أشخاص تابعون لجبهة البوليساريو رئيس المركز الأوروبي للبحث والتحليل والاستشارات في المجال الاستراتيجي كلود موني بالقتل بسبب التقرير الذي نشره المركز في الشهر الماضي حول البوليساريو تحت عنوانجبهة البوليساريو شريك ذو مصداقية في المفاوضات أم هو من مخلفات الحرب الباردة وحاجز لأي حل سياسي للصحراء الغربية ؟. وأفاد المركز أول أمس الأربعاء في بلاغ له أنه منذ بضعة أيام تلقى المركز الأوروبي للبحث والتحليل والاستشارات في المجال الاستراتيجي ورئيسه كلود موني تهديدات بالقتل من جانب أشخاص قدموا أنفسهم كمؤيدين لجبهة البوليساريو التي خصص لها مركزنا تقريرا دامغا تم بثه على الانترنيت ونشره منذ بضعة أسابيع. وأوضح المصدر أن آخر تهديد صدر عن شخص يدعى محمود الذي كتب في رسالته إن كان من الضروري استخدام العنف يوما ما، سنفعل ذلك. سأقتلك بيدي هاتين يا كلب، ولئن وصفت بأنني ارهابي سأكون فخورا بذلك.. وأبرز المركز في بلاغه إن كانت هذه التهديدات لن تنال في شيء من عزمنا على مواصلة عملنا في مجال التحليل، فإنها تكشف ببساطة أننا حينما تحدثنا عن انحراف اجرامي وارهابي ممكن لجبهة البوليساريو، لم نكن نجانب الحقيقة معلنا أنه سيتقدم بدعوى في شأن هذه التهديدات. وفي اتصال هاتفي لالتجديد مع مسؤول المركز عن منطقة المغرب العربي محمد إفقيرن الخميس 30 دجنبر 2005 قال هذا الأخير نحن كنا نتوقع منذ البداية مثل هذه التهديدات لأن التقرير الذي وضعناه كان متوقعا أن يضر بهم بشكل كبير، وأضاف إفقيرن نحن نعرف أنهم البوليساريو يوجدون في نوع من الهيستيريا، خصوصا من يساندهم في الخارج. وأوضح أن التقرير وضعه المركز كمركز للدراسات والأبحاث، وإذا كانوا يرون أن هناك أشياء غير معقولة فليقدموا تبريراتهم، إذا لم تكن هناك عمليات تحويل الأموال والمساعدات الإنسانية وحالات التعذيب في المخيمات وكانت هناك ديمقراطية داخلية حقيقية فليؤكدوا لنا ذلك، واستطرد قائلا كثير من الخبراء الأوروبيين والأمريكيين المهتمين بشؤون المنطقة أكدوا لنا أن جبهة البوليساريو مهووسة بالعمليات الإرهابية، كما أكد لنا ذلك أيضا العديد العائدون من تندوف، وقال إفقيرن إن التقرير موجه بالأساس إلى مراكز القرار في أوروبا وأمريكا، وختم تصريحاته بالقول نحن ننتظر زياراتنا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان أوروبية لطلب توضيحات بشأن الإرهاب والهجرة السرية التي تجتاح المنطقة. ويكشف التقرير الذي تنشرهالتجديد مترجما إلى العربية على حلقات نشأة ومسار البوليساريو والظروف الدولية والإقليمية التي واكبت نشأته، والدعم الجزائري الذي يتلقاه، ويفضح بالأرقام والمعطيات والشهادات جرائم سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى اللاجئين في المخيمات وعمليات التعذيب والقتل والتهجير القسري للأطفال وإرغام النساء على الإنجاب وممارسة البغاء، ويقول التقرير إن البوليساريو أصبحت حركة إرهابية تهدد السلم في المنطقة وقد تتحول إلى عبء حتى على الداعمين لها، كما يشير إلى أن البوليساريو لن تعيش أكثر من عشر سنوات لأنها استنفذت أغراضها التي أنشأت من اجلها في ظل ظروف الحرب الباردة والنزاع المغربي الجزائري على الزعامة في المنطقة.