أكد كلود مونيكي رئيس المركز الأوروبي للبحث والتحليل والاستشارات في المجال الاستراتيجي صباح الثلاثاء 20 دجنبر 2005 في ندوة صحفية بالدار البيضاء، أن المركز يضطلع بمهمته باستقلالية تامة، وبعيدا عن أي تأثير كيفما كانت طبيعته، أو من هذا الطرف أو ذاك. ونفى نفيا قاطعا المعلومات التي أوردتها أسبوعية لوجورنال في عددها ليوم 3 دجنبر الجاري بخصوص تقرير حديث نشره المركز تحت عنوان جبهة البوليساريو شريك ذو مصداقية في المفاوضات أم هو من مخلفات الحرب الباردة وحاجز لأي حل سياسي للصحراء الغربية ؟. وقال مونيكي إن الأسبوعية وهي تدعي أن هذا التقرير كان موجها بل وممولا من قبل الرباط، تكون قد شككت بشكل خطير في وسائل عمل المركز وفي أخلاقياته وفي استقلاليته. مؤكدا معارضته تمويل الأبحاث من أي جهة تكون لها مصلحة معينة في نتائجها. وشدد رئيس المركز الأوروبي للبحث والتحليل والاستشارات في المجال الاستراتيجي على أن المركز لم يتلق أي تمويل من المغرب لإعداد التقرير المذكور. وأوضح في الندوة نفسها أن إعداد هذا التقرير قد تم على أسس ومعطيات علمية معززة بشهادات زعماء وأعضاء سابقين ب(البوليساريو) ومصادر محايدة منها على الخصوص وزارة الخارجية الأمريكية، التي أشارت إلى تحويل للأموال وإلى الأعمال الشاقة، معتبرا أن اتهام بكون التقرير موجه ومعد تحت الطلب ومؤدى عنه يندرج في سياق العمل الهدام. و آخذ كلود مونيكي على أسبوعية لوجورنال كونهالم تكلف نفسها عناء الاتصال بنا قبل وبعد نشر المقال رغم الاتصالات المتكررة. من جانب آخر طالب محمد زيان المستشار القانوني للمركز في تدخله بالندوة الصحفية بضروري تقديم الأسبوعية المذكورة اعتذارا للقراء وللمركز. نظرا لتضمن ما كتبته بخصوص التقرير معلومات مغلوطة وكاذبة، وأضاف إنه من شأن ما كتب أن يسيء إلى المغاربة قاطبة، ويزرع البلبلة بشكل متعمد وزرع الشكوك في أوساط الرأي العام الدولي والمس بمصالح الأمة وبصورة المملكة. وفي ختام الندوة الصحفية قدم عبد الله لمراني صاحب كتاب الرعب ومحتجز مدني سابق في سجون البوليساريو لمدة23 سنة، للحاضرين شهادته حول الواقع المر والمأساوي والتعذيب الذي يعيشه يوميا آلاف المغاربة المحتجزين بمخيمات العار. يشارإلى أن تقرير المركز الأوروبي للبحث والتحليل والاستشارات في المجال الاستراتيجي الذي أصدره في شهر نونبر2005 ، الذي تنشره جريدة >التجديد< مترجما إلى العربية على حلقات يتطرق إلى الواقع المزري لظروف العيش في مخيمات تيندوف، وللتحويل الممنهج للإعانات الدولية، ولطبيعة تطور جبهة البوليساريو الذي أفرز مخاوف جديدة من تحول بعض عناصرها إلى ممارسة الإرهاب والتطرف الديني أو الإجرام الدولي. كما أوصى التقرير بحل سياسي متفاوض بشأنه حول قضية الصحراء، مع مطالبته بضرورة إجراء تحقيق دولي للكشف عن ظروف الاعتقال بمخيمات البوليساريو وإحالة مرتكبي الجرائم والمتورطين في تحويل الإعانات بالجبهة على العدالة. وكانت أسبوعية لوجورنال قد نشرت في عددها ليوم 3 دجنبر الجاري ملفا تحت عنوانتقرير موجه، قالت فيه إن التقرير الذي أعده المركز متحيز للمغرب ومول من قبل شركة مغربية خاصة، وأن المركز الأوروبي للدراسات الاستراتجية والاستخبارات والأمن يتلقى دعما ماليا عما ينشره من تقارير.