في الآونة الأخيرة تم تكريم مدير المحطة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية وسط ضجة إعلامية كبيرة. اسم هذا الرجل هو يهودا لانكري وهو متحدر من بوجعد وكان سفيرا للكيان الإسرائيلي في باريس وممثله لدى الأممالمتحدة. إنه صهيوني معروف، أنه قريب جدا من نتانياهو وحزب الليكود اليميني. عندما أراد المخزن إسكات لوجورنال إيبدومادير، لجأ إلى كلود مونيكي، مدير المركز الأوروبي للبحث والتحليل في مجال الإستراتيجيات (ESISC) والذي أعلن أن الجريدة الأسبوعية المغربية قد مارست القذف ضده عقب دراسة قام بها المركز حول الصراع في الصحراء. السيد كلود مونيكي معروف كمدافع شرس عن إسرائيل وقد نشرت له عدة كتابات مؤيدة للصهاينة، وهو بالطبع ضد الفلسطينيين ويعتبر أن حماس وحزب الله هما جماعتان إرهابيتان يجب استئصالهما. في أحد مقالاته، ذكر كيف أنه سر عندما علم أن مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين تم اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي، وبعض الاغتيالات السياسية التي قام بها قادة تل أبيب. ولنتذكر أن استخدام كلود مونيكي، الذي كان مدلل وسائل الإعلام الرسمية RTM و2M تم عندما كان السيد فؤاد عالي الهمة في وزارة الداخلية وهو الذي شارك في المظاهرة التي تم تنظيمها ضد «لوجورنال إيبدومادير»، بسبب قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عليه السلام. لنتذكر أيضا أن هذه «المظاهرة» تمت تغطيتها بشكل واسع من طرف القناة الثانية. وعلما أنه، وفقا لتصريحات السيد الرميد، قيادي من حزب العدالة والتنمية، فإن السيد الهمة كان متورطا بشكل كامل في الحملة التي شنت ضد «لو جورنال إيبدومادير». ووفقا للقيادي الإسلامي، فإن السيد الهمة يعتبر «حماس»و «حزب الله» منظمتين إرهابيتين. أما المرحوم الخطيب فإنه، في لقاء مع النائب البرلماني الرميد، قال لهذا الأخير إن المنظمة الفلسطينية وحزب نصر الله هما حركتا مقاومة وليستا منظمتين إرهابيتين. إذن فكلود مونيكي والهمة لهما الموقف نفسه من «حزب الله» و «حماس». وكالكرز الذي يزين الكعك فإن السيد كيث زاخين، اللوبييست الأمريكي ومؤسس شركة أفالونش للاتصالات الإستراتيجية الذي يوجد مقرها في هاكنساك في ولاية نيوجيرسي، قد فاز بعقد مع المركز المغربي الأمريكي للسياسة (واشنطن) لتحسين صورة بلادنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد تبلغ تكلفة هذه العملية 10 آلاف دولار شهريا. إن السيد كيث زاخين هو صهيوني متطرف وهو ابن الحاخام دوف زاخيم، العضو في «لجنة الخطر» التي يتمثل هدفها المعلن في الضغط على الإدارة الأمريكية لمحاربة الإسلام. بهذه الأعمال التي يقومون بها فإن أولئك الذين يقفون وراء تكريم لانكري، واستخدام كلود مونيكي وتعيين كيث زاخيم، يهينون الشعب المغربي، الذي يعتبر منذ مدة طويلة ضد الصهيونية، والمؤيد منذ فترة طويلة للفلسطينيين، والذي يؤيد أغلبيته «حماس» ويرى في «نصر الله» القائد العربي الوحيد الذي انتصر في الحرب ضد الكيان الإسرائيلي والذي دمر أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. وكما يبدو فإنهم نسوا أن الملك هو رئيس لجنة القدس. بقيامهم بذلك فإنهم لا يؤثرون فقط على موقع الملك في هذه اللجنة، ولكنهم يجعلون من المغرب هدفا. إن هؤلاء الأفراد الذين هم في مواقع السلطة أو يدورون في فلكها هم من حلفاء الدولة الصهيونية. كما أن الصهاينة مثل لوكريت ومونيكي وزاخيم هم أولا وقبل كل شيء خدام أوفياء ومتفانون في خدمة مصالح إسرائيل. أما أولئك الذين يظنون أنه بلجوئهم إلى كيث زاخيم سيحسنون من صورة المغرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية وسيدافعون بصورة أفضل عنه لدى الحكام الأمريكيين في قضية الصحراء، فإنهم للأسف مخطئون بشدة. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم ليس فقط يشوهون صورة بلادنا في العالم العربي والإسلامي ولكن يوفرون للبوليساريو والحكومة الجزائرية الحجة القوية لاتهام المغرب بأنه يقف إلى جانب إسرائيل وبالتالي فهو مع قتلة الفلسطينيين.