لماذا وشح الملك محمد السادس، بمناسبة احتفالات عيد العرش المنصرم، الدبلوماسي والإعلامي الإسرائيلي، يهودا لانكري، الذي يشغل حاليا منصب مدير للقناة الإسرائيلية الثانية، بوسام العرش من درجة ضابط رغم أن اسم يهودا لانكري لم يكن معروفا لدى المغاربة؟ مصدر مطلع كشف ل«المساء»، على هامش «الأيام اليهودية المغربية الحديثة ومغرب الغد» التي دعت إليها، أول أمس الخميس، جمعية «12 قرنا في حياة مملكة»، أن محمد السادس وشح يهودا لانكري بوسام من درجة ضابط نظرا «إلى الأدوار السرية والخدمات الثمينة التي أسداها للمغرب في قضية الصحراء عندما كان مندوبا دائما لإسرائيل في سنوات التسعينيات لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك». فما هي طبيعة هذه الأدوار السرية والخدمات الثمينة التي قدمها يهودا لانكري، اليهودي المغربي والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، إلى المغرب؟ مصدرنا يقول جوابا عن هذا السؤال إن لانكري كان يسرب كل المعلومات والتحركات الخاصة بالوفد الجزائري أو الوفود المعادية للوحدة الترابية المغربية داخل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، التابعة لجمعية الأممالمتحدة، إلى السفير المغربي السابق في واشنطن محمد أحمد السنوسي. وذكر مصدرنا أن معظم القرارات أو المواقف التي اتخذها المغرب في قضية الصحراء داخل أروقة الأممالمتحدة كانت تبنى على ما يسربه لانكري من معلومات إلى السفير السنوسي حول تحركات وفود الدول التي تربطها بجبهة البوليساريو علاقات دبلوماسية أو تعاطف. وحسب المصدر نفسه، فإن حادث توشيح الملك محمد السادس ليهودا لانكري بوسام ملكي خلف ارتياحا كبيرا لدى اليهود المغاربة، واعتبر البعض منهم أن هذا الحادث فيه اعتراف من قبل المغرب على أعلى مستوى بالمجهودات التي يقدمها اليهود المغاربة إلى بلدهم الأصلي رغم أنهم هاجروا منه إلى إسرائيل. وكان يهودا لانكري واحدا من ضيوف ندوة «الأيام اليهودية» التي احتضنها، أول أمس الخميس، فندق حياة ريجنسي بالدار البيضاء، حيث قدم مداخلة في أشغال هذه الندوة، تحدث فيها بنوع من الحنين إلى بلده المغرب وطفولته التي عاشها بمدينة أبي الجعد.