أخي المسلم أختي المسلمة، استمع للآية الكريمة: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}.ففيها نهي عن أكبر جريمة، جريمة الزنى وأي جريمة..شديدة القبح،.وسبيلها أسوء سبيل.. مجرد القرب منه منهي عنه وبأي وسيلة، لأنه يجر إلى الرذيلة، صاحبه ممقوت يبغضه الله بغضا شديدا {إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا}. وخبيث كما وصفه القرآن في الآية الحكيمة {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات}،يسلب منه الإيمان ويفقد نور البصيرة: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. قرين الشرك وقتل النفس البريئة، لا شك أن جرمه فاق كل جريمة، {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. عقوبته أشد عقوبة، وفضيحته أشد فضيحة. جلد مائة جلدة لغير محصن ومحصنة {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بِهما رأفة في دين الله إن كنتم تومنون بِالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المومنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المومنين} سورة النور. ورجم للمحصن والمحصنة كما ثبت في صحيح السنة، ومما جاء في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه أن رجلا من أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال: إنه قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشقه الذي أعرض فشهد على نفسه أربع شهادات فدعاه فقال هل بك جنون هل أحصنت قال: نعم فأمر به أن يرجم بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدرك بالحرة فقتل.. هذا حكم الله في الدنيا. أما في القبر إذا لم يكن ثمة توبة فينتظره عذاب أليم بالنار، كما ورد في صحيح الأخبار، ومنه ما في البخاري من حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم: ..قال: قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، قال: فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما ما هؤلاء ..(قالا):وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني ... وينتظرهم في الآخرة عذاب مضاعف ومهانة:{ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهانا}. أخي المسلم أختي المسلمة، لهذه الأمور الخطيرة، جاء النهي عن مجرد القرب من الزنى سدا لباب الذريعة:{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}، فلا تقربه ولا تقربيه تجنبا للوقوع فيه. هكذا أمر ربك فاتبع سبيله واستقم عليه، ولا تتبع سبيل المفسدين فتفرق بك عن سبيله، واتبع طريق العفة والطهارة والاستقامة، قال تعالى:{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.