تعد خريجو جامع القرويين الفوج الثالث والرابع لتأسيس جمعية خاصة بما أسموه العلماء الشباب، وذلك من أجل المساهمة في التأطير الديني للمجتمع المغربي من جهة، وإثارة الانتباه إلى ما وصفوه بالحيف والتهميش الذي يطال التكوين بالكراسي العلمية بجامع القرويين خلال السنوات الأخيرة، من جهة أخرى. وأكد أحد خريجي الجامع، ل"التجديد"، أن تشكيل الجمعية الجديدة، نابع من الإحساس بضرورة المساهمة في التاطير الديني للمجتمع المغربي، وحماسته من كل أشكال التطرف والانحراف الفكري والأخلاقي، انسجاما مع الروح العامة للمجتمع المغربي، في الحفاظ على الأخلاق والقيم الإسلامية بشكل أساسي، ثم تنبيه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باعتبارها الجهة الوصية، وكل الفاعلين الرسميين والشعبيين، إلى مستقبل جامع القرويين وخريجيه من العلماء، إضافة إلى المشاكل التقنية والاجتماعية والتعليمية لطلبته، بالشكل الذي يعيد للقرويين مكانتها ودورها التاريخي. وفيما يخص المشاكل التقنية والاجتماعية والتعليمية، قال المصدر ذاته إن جامع القرويين لم يعد يحظى الرعاية نفسها التي كان يحظى بها في السابق، والمثال على ذلك التأخير الملحوظ في تسليم شواهد العالمية، للفوجين الأخيرين، حيث تأخر تسليمها للفوج الثالث من خريجي الجامعة، لمدة تزيد عن السنة، بحيث انتهى من الدراسة في يونيو ,2004 ولم تسلم له إلا في شتنبر ,2005 بعد إلحاح طويل على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومراسلة مباشرة لمدير التعليم العتيق، فضلا عن مراسلة العديد من الجهات القريبة منها، كالمجلس الأعلى للعلماء، وقال المتحدث إننا لم نحصل على شهادة العالمية إلا بشق الأنفس. وأوضح أن الشهادة العالمية التي تتلكأ الوزارة في تسليمها، على غير عادتها في السنوات السابقة، أصبحت لا معنى لها في سياسة الوزارة الحالية، بحيث لا تعترف بها أية جهة رسمية غير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على اعتبار أنها ليست لها معادلة مع الشهادات الأخرى، التي تسلم من وزارة التعليم العالي مثلا، وأشار خريج القرويين إلى أن ما أقره قانون التعليم العتيق رقم 01 / 13 الصادر في يناير 2002 والقاضي بمعادلة شهادة العالمية بالإجازة، لم يتحقق منه أي شيء، الأمر الذي جعل من الخريجين العلماء من الفوج الرابع وجزء من الفوج الثالث عرضة للضياع، بعدما توقف الإدماج المباشر للخريجين في عهد الوزير السابق. وأبرز المتحدث أن الوضع الإجتماعي والتعليمي الحالي في تدهور مضطرد، ويهدد مكانة القرويين ومستقبلها، من ذلك استقبالها لتلاميذ يأتون إليها من مدارس التعليم العتيق، ويدمجون مباشرة في السنة النهائية من الدراسة، دون أن يتوفروا على التكوين المطلوب الذي يؤهلهم للحصول على شهادة العالمية، ويجعل منهم علماء مقتدرين. وأوضح المصدر أن المنحة التي كانت تسلم لطلبة القرويين على هزالتها، بحيث لا تتجاوز250 درهم، في بداية العشر الأواخر من كل شهر، تتأخر منذ السنتين الأخيرتين، إلى منتصف الشهر الموالي، وهي مؤشرات اعتبرها المتحدث دليلا على غياب رؤية واضحة ومحددة لموقع القرويين في سياسة الوزارة.