اتسعت دائرة المقاطعة للانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في يناير 2005 بسبب التداعيات الأخيرة بمدينة الفلوجة؛ حيث أعلنت 47 هيئة سنية وشيعية وعلمانية وتركمانية ومسيحية الأربعاء 17-11-2004 مقاطعتها وبشكل نهائي لتلك الانتخابات. واعتبرت تلك الهيئات أن الهجوم على المدن العراقية خاصة الفلوجة "يشكل عائقا أمام المشاركة في العملية السياسية"، وأن نتائج الانتخابات "محسومة مقدما للمتعاونين مع الاحتلال". جاء ذلك في ختام مؤتمر عقد الأربعاء، استضافه جامع أم القرى المقر الرئيسي لهيئة علماء المسلمين ببغداد، دعا إليه "المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني"؛ وهو ائتلاف يضم هيئات سنية، على رأسها هيئة علماء المسلمين، وأخرى شيعية تضم تيار الشيخ جواد محمد مهدي الخالصي، إضافة إلى مفكرين وأحزاب سياسية وتيارات وشخصيات وطنية مستقلة أخرى. واعتبر البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأه الشيخ الخالصي الأمين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي الوطني، وحصلت إسلام أون لاين.نت على نسخة منه أن هذه الانتخابات "لن تعبر عن إرادة الشعب العراقي، ومطالبه الحقيقية في السيادة والاستقلال ما دامت تقوم على أسس مفروضة ومرفوضة من قبل المرجعيات السياسية والدينية والمستقلة. وفيما يلي النص الكامل للبيان: بيان اجتمعت القوى السياسية والوطنية والدينية والتجمعات الشعبية والشخصيات الوطنية المستقلة المناهضة والمقاومة للاحتلال بتاريخ 17/11/2004م في جامع أم القرى المقر العام لهيئة علماء المسلمين. وقد أصدرت هذه القوى مجتمعة قراراً نهائياً بمقاطعة الانتخابات المزمع إجراؤها مطلع العام القادم والتي يروج لها الاحتلال تحت شتى الذرائع والحجج لأنها لن تعبر عن إرادة شعبنا ومطالبه الحقة في السيادة والاستقلال ما دامت تقوم على الأسس المفروضة التي وردت في قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي رفضته المرجعيات السياسية والدينية والمستقلة؛ لما فيه من مخاطر جسيمة تمس مستقبل العراق وسيادته ووحدة أراضيه كما أن الهجوم على المدن العراقية في النجف وكربلاء وسامراء والموصل وبغداد ومدينة الصدر والأعظمية وخصوصاً جريمة الإبادة الوحشية في الفلوجة تشكل عائقاً قطعياً أمام المشاركة في العملية السياسية التي تجرى تحت هيمنة الاحتلال. آخذين في الاعتبار تداعيات الاحتلال الأمريكي على العراق وما واجهه ويواجهه الشعب العراقي من محن وأزمات خطيرة تطال حياته ووجوده وتستهدف حاضره ومستقبل أجياله وتسعى إلى تفكيك أواصره وروابطه الوطنية والدينية والأخلاقية وتحاول أن تشل قراره وموقفه بمصادرة عقله وفكره وفعله وسلوكه. الأمر الذي يتطلب وقفة حقيقية تستقرئ الأبعاد اليومية الخطيرة للاحتلال وتفعيل موقف وطني ينطلق من إرادة وطنية حقيقية في مقاومته ومع تصورنا الكامل بأن هذه الانتخابات لن تكون حرة ونزيهة، ومع علمنا بامكانية حصول التزوير فيها لعدم وجود أرضية إحصائية مناسبة لعملية التصويت تحت ظل قصور الاجهزة الأمنية عن حماية المواطنين وفشل مؤسسات الدولة في تسيير أعمالها. ونحن نعلم أيضاً أن المخطط الذي يحاك للإيقاع بالقوى الوطنية الشريفة المناهضة للاحتلال هو تشجيعها على المشاركة في الانتخابات ثم منعها من الفوز بقصد إضفاء الشرعية على المحتل ومن سيمثل المحتل بعد هذه الانتخابات، ومع علمنا المطلق بان النتائج محسوبة ومحسومة مقدماً لمن يريدهم المحتل من المتعاونين معه. لذا نعلن بناءً على ما تقدم مقاطعتنا للانتخابات ودعوة كل أبناء شعبنا إلى مقاطعتها، وننوه هنا إلى إن عدداً من الجهات والأحزاب والقوى السياسية الأخرى التي حالت الظروف بينها وبين الحضور ستنظم لاحقاً إلى القوى الوطنية المصدرة لهذا البيان. عاش العراق.. عاش العراق.. عاش العراق حراً مستقلاً بغداد 4/شوال/1425ه-----17/11/2004م الموقعون على البيان من بين أبرز القوى السياسية التي وقعت على البيان جاءت هيئة علماء المسلمين (التي تعد كبرى المرجعيات السنية بالعراق)، ومكتب آية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي، ومكتب آية الله قاسم الطائي، والشيخ جواد الخالصي رئيس جامعة الإمام الخالصي. كما وقع على البيان أيضا حركة التيار القومي العربي (علماني تقدمي)، والجبهة التركمانية العراقية، والحزب المسيحي الديمقراطي، ورابطة التدريسيين الجامعيين، وحزب اتحاد الشعب (علماني شيوعي)، واتحاد نساء الجمهورية، ومجلس شورى الأعظمية، والرابطة الإسلامية لطلبة العلم الشرعي لمدينة البصرة، واتحاد نقابات العمال.