صرح مصدر في السفارة الاميركية في بغداد أمس الاثنين ان وفدا من هيئة علماء المسلمين طلب في اول اجتماع عقده مع مسؤولين في البعثة، وضع "جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية" لتتراجع الهيئة عن دعوتها الى مقاطعة الانتخابات المقبلة، الا ان الاميركيين رفضوا هذا الشرط. وقال مسؤول في السفارة طلب عدم الكشف عن اسمه ان "مسؤولين رفيعي المستوى من السفارة التقوا السبت مع وفد هيئة علماء المسلمين (اعلى هيئة سنية في البلاد) وبحثوا في المشاركة السنية في العملية السياسية" في البلاد. وقال المسؤول نفسه ان الهيئة التي تؤكد انها تشرف على ثلاثة الاف مسجد سني في كل المدن العراقية، اكدت انها على استعداد للعودة عن قرارها ودعوة السنة الى المشاركة في الانتخابات اذا ما اعلنت الحكومة الاميركية عن جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق.واضاف المصدر "لن نقوم بهذا الامر". من جانبها، اكدت هيئة علماء المسلمين في بيان ان الزيارة جاءت "بناء على طلبهم وبواسطة السفارة الفرنسية في بغداد". وقالت ان القائم بالاعمال الاميركي الذي التقى الوفد قال له ان "خطتنا تقضي بترك العراق باقرب وقت ممكن لكن السبب الوحيد الذي يمنعنا هم المتمردون والافضل هو اجراء الانتخابات الديموقراطية وهو هدف الاممالمتحدة، وحكومتنا مقتنعة بضرورة اجرائها ومعظم الناس يريدون المشاركة والهيئة لا تريد ونريد ان نعرف سبب ذلك ولدينا الاوامر للالتقاء بكم لمعرفة السبب". واشار البيان الى ان الامين العام للهيئة حارث الضاري شدد على ان "العراق الان لا يمثل دولة والعلاقة هي بين محتل ودولة محتلة (...) ونحن هنا في الهيئة وجهنا في تموز/يوليو خطابا الى الحكومة الاميركية من خلال وسائل الاعلام وقلنا لهم وفروا علينا وعليكم الدماء والاموال والجهد واخرجوا بالشكل الذي ترونه مناسبا وستكونون اصدقاء ونقول لكم حينها فعلا حررتمونا من الاستبداد". وبحسب البيان فان الضاري ابلغ الوفد ان "العام الماضي كان مرا حيث ذهب الكثير من العراقيين والعراق لم يحرر حيث القتلى والجرحى بمئات الالاف وهدمت مدن وامتلأت السجون بالمعتقلين (...) وان معركة الفلوجة كان سببها بسيطا وتكرر الخطأ مرة اخرى ودمرت المدينة بيد قوات تعتبر نفسها صديقة ومحررة". كما اكد الامين العام للهيئة للبعثة الاميركية ان "الانتخابات قاطعتها اطياف كثيرة، وليس السنة وحدهم، بل اكثر السنة مع كثير من الشيعة قاطعوها لسببين الاول تدمير واجتياح المدن، وقيل حينها من قبلكم ومن قبل الحكومة المؤقتة ان هذه الاعمال تجري للتحضير للانتخابات، والثاني أن الذين يقاطعون الانتخابات يعتقدون انها هزيلة وشكلية لان مقاعدها قد وزعت سلفا عن طريق المحاصصة". واشار الضاري الى ان "القوى الرافضة للانتخابات تطالب بالتزام رسمي ومعلن بالمغادرة وفق جدول زمني مكفول واشراف الاممالمتحدة واطراف دولية اخرى على رحيل كافة القوات الاجنبية وعلى العملية السياسية بأكملها". وكانت هيئة علماء المسلمين التي شكلت بعد سقوط نظام صدام حسين، دعت الى مقاطعة العملية الانتخابية في اعقاب الهجوم الذي شنته القوات الاميركية في نوفمبر على مدينة الفلوجة (غرب) لطرد المقاتلين. ووقعت الهيئة مع سبعين تجمعا سياسيا وجمعية دينية ومدنية وشخصيات مستقلة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بيانا اعلنت فيه "قرارا نهائيا بمقاطعة الانتخابات". واعلن فرع الحزب الاسلامي العراقي، اكبر الاحزاب السنية العراقية، في الموصل (370 كلم شمال بغداد) بعد ذلك مقاطعته الانتخابات في بيان وزع في المدينة التي تشهد عمليات متكررة ضد القوات الاميركية والعراقية والمدنيين المتعاونين معها. المصدر: ميدل ايست اونلاين