اعترفت كلا من وزراتا الدفاع الأمريكية والبريطانية باستخدام قنابل "الفوسفور الأبيض" في مدينة الفلوجة العراقية العام المنصرم وكان موقع الحكومة الأمريكية على الانترنت، قد أصر منذ فترة أن تلك القنابل قد استخدمت فقط في الهواء لإضاءة "أماكن تواجد العدو ليلا"، وأنه لم يجر استخدامها ضد أهداف بشرية. واعترف السفير الأمريكي في لندن "روبرت تاتل" بأن القوات الأمريكية استخدمت قنابل الفسفور الأبيض بعدما كان قد أنكر ذلك يوم الثلاثاء الماضي، وبرر ذلك بقوله بأنه لم يتلق معلومات دقيقة فيما مضى عن هذا الموضوع. وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، اعتبرت واشنطن بعد اعتراف وزارة الدفاع أن الفوسفور الأبيض ليس سلاحا كيميائيا ولا يعتبر ممنوعا أو حتى محرما، وتؤيد منظمة منع استخدام الأسلحة الكيميائية هذا الموقف. ولكن الولاياتالمتحدة التي صادقت على قرار منع استخدام الأسلحة الكيميائية في العام 1995، فشلت في الالتزام بالبروتوكول الثالث لهذه الاتفاقية -الذي يمنع استخدام هذه الأسلحة حتى لو لم يدخل ذلك السلاح ضمن تصنيف الأسلحة الكيماوية- ضد المدنيين أو العسكريين إذا تواجدوا في مناطق يعيش فيها سكان مدنيين. ورغم أن التلفزيون الإيطالي قد بث تقريرا تضمن اعترافات وشهادات جنود أمريكيون قالوا بأن العديد من قنابل الفسفور الأبيض قد استخدمت ضد النساء والأطفال، إلا أن "جون ريد" وزير الدفاع البريطاني قد صرح بأن هذا السلاح قد استخدم فقط لتشكيل سحابة دخانية بيضاء بهدف تغطية وحماية جنودنا. وقد انتقد وزير الدفاع البريطاني السابق "دوج هندرسون" استخدام الفوسفور الأبيض في العراق بشكل ساخر، حيث قال: "من غير المعقول أن تقوم باحتلال بلد بهدف البحث عن أسلحة كيميائية لمنع النظام العراقي من استخدامها، وفي نفس الوقت تستخدم أنت سلاحا كيميائيا ضد هذا البلد". تجدر الإشارة إلى أن بعض الجنود الأمريكيين الذي شاركوا في تلك العمليات في الفلوجة اعترفوا بموت بعض زملائهم في ساحة المعركة وهم يطورون ويعدون هذه القنابل، وقال أحدهم: "لابد للجنود الآخرين من أن ي يستفيدوا من هذه التجربة وأن يتعلموا درسا".