وجه عضو الكنيست اليميني المتطرف "أفيغدور ليبرمان" –رئيس حزب إسرائيل بيتنا- مساء الثلاثاء 15/11/2005 تحريضاً على فضيلة الشيخ رائد صلاح –رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني– ووصف الشيخ بالإرهابي، مطالبا الشرطة الإسرائيلية منع الشيخ صلاح من زيارة المسجد الأقصى، مهددا بالتوجه للمحكمة العليا لاستصدار أمر بمنعه في حال عدم استجابة الشرطة لطلبه. هذا وكان حزب "إسرائيل بيتنا" قد عمم الثلاثاء الماضي بيانا صحفيا بعنوان: "ليمنع الإرهابي المجرم رائد صلاح من زيارة جبل الهيكل –أي المسجد الأقصى". وجاء في البيان "أن الإرهابي رائد صلاح والذي أطلق سراحه قبل أربعة أشهر من السجن، بعد أن حكم عليه بالسجن الفعلي بتهمة الانتماء ومساعدة منظمة إرهابية، أعلن أنه سيزور جبل الهيكل –والتسمية الصحيحة المسجد الأقصى– يوم الأحد برفقة آلاف المسلمين بهدف التحذير من خطر مس المسجد الأقصى بالأذى من قبل اليهود.. زيارة المجرم صلاح للمسجد الأقصى وافقت عليها الجهات الأمنية الإسرائيلية". وأضاف البيان: "أرسل افيغدور ليبرمان الثلاثاء 15 نونبر بطلب للمفتش العام للشرطة موشيه كرادي، لإبطال الموافقة التي أعطيت للمجرم صلاح زيارة جبل الهيكل وفي حال لم تبطل الموافقة حتى غد الأربعاء ستقوم كتلة "إسرائيل بيتنا" بالتوجه إلى المحكمة العليا لاستصدار أمر يلزم الشرطة منع هذه الزيارة الاستفزازية". وجاء في البيان أيضا: "رئيس حزب " إسرائيل بيتنا" قال "إنه من غير الممكن أن تتجاهل دولة إسرائيل مسؤوليتها تجاه جبل الهيكل وتسمح لإرهابي مجرم أن يرعى حماية المكان المقدس، وأنا أؤيد أعطاء حق كامل لكل أبناء الديانات في إسرائيل لأداء الطقوس الدينية الخاصة بهم، ولكن مع ذلك أنا ضد إعطاء إذن باستغلال الأماكن المقدسة، والتسبب بالاستفزاز والتحريض على الشعب والديانة اليهودية" –على حد قول البيان–. هذا وعقب الشيخ رائد صلاح على البيان، بالقول: "بداية نؤكد أن المسجد الأقصى المبارك، حق إسلامي عربي فلسطيني خالص حتى قيام الساعة، ولا يوجد لليبرمان ولا لأمثاله أي حق فيه ولو بحجم ذرة تراب، ولذلك أنا عندما أشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، فأنا بذلك أمارس حقي الطبيعي ولن أحتاج في يوم من الأيام أن استأذن ليبرمان ولا جدعون عزرا ولا أي واحد من أمثالهم، ولن يأتي يوم أنتظر موافقتهم على دخولي للمسجد الأقصى المبارك". وأضاف "لن أخاف في يوم من الأيام من تهديداتهم ولا من وعيدهم الإعلامي السخيف والقبيح، فالمسجد الأقصى المبارك حق لنا وليشربوا البحر". وأجاب الشيخ صلاح على سؤال وجه له: كيف تفسر الهجوم المتواصل على فضيلتكم على خلفية النية بزيارة المسجد الأقصى في الأيام القريبة, خاصة من السياسيين الإسرائيليين؟ قائلا: "في تصوري كما يعرف الجميع أن المجتمع الإسرائيلي على أبواب انتخابات كنيست جديدة، قد تكون بعد ثلاثة أشهر، وهم يحاولون أن يستغلوا كل مناسبة لتهييج المجتمع الإسرائيلي بهدف حصد أصوات انتخابية على حساب قوائم أخرى، كذلك هم لا يتورعون عن استغلال مكان مقدس مبارك عظيم مثل المسجد الأقصى كدعاية انتخابية وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على هبوط ودناءة هذه الممارسات السياسية الظالمة القبيحة". وكان الشيخ رائد صلاح قد صرح الاثنين 14 نونبر أنه سيزور المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام القريبة القادمة، وأضاف في تعقيب له حول تصريحات مسؤول إسرائيلي بأن شعار "المسجد الأقصى في خطر" غير صحيح: "مرة أخرى نؤكد أننا نادينا بصوت عال محذرين بأن المسجد الأقصى في خطر وما كنا نتمنى ذلك, ولكن واقع الحال الذي يمر به المسجد الأقصى مع شديد الأسف يؤكد أن الأقصى في خطر, فكون أن المسجد الأقصى يعاني من احتلال عسكري من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ 1967م يعني أن الأقصى في خطر". وأكد صلاح أنه لن يزول هذا الخطر إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عنه، وأنه ما دام الاحتلال رابضا بقوة السلاح على المسجد الأقصى فهذا يعني أنها ستتوالد يوما بعد يوم مشاهد الخطر عليه". وأشار رئيس الحركة الإسلامية إلى أن مواصلة الحفريات تحت حرم الأقصى والسيطرة على كل بواباته ليلا ونهارا، وتحديد اعمار المصلين الذين يسمح لهم الدخول إلى المسجد الأقصى في أيام الجمع، ومنع العشرات من أهلنا من دخوله من قبل المؤسسة الإسرائيلية، ودعوة الرئيس الإسرائيلي "موشيه كتساب" تقسيمه بين المسلمين واليهود، ومواصلة اقتحامه والدعوة من بعض الجماعات اليهودية إلى هدمه، ومواصلة الدعوة إلى بناء الهيكل على حسابه, ومنع المشاريع الاعمارية داخله, كل هذه الشواهد المؤلمة تولدت عن مواصلة احتلال المسجد الأقصى المبارك بقوة السلاح".