عاشت منطقة لافيات بوسط العاصمة التونسية أمسية الثلاثاء /11/15 2005 على حدث اعتبره جميع سكانها مؤسفا هو الزيارة المفاجأة التي أداها وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إلى منطقتهم وتحديدا إلى المعبد اليهودي بشارع الحرية على بعد بضع أمتار من مبنى الإذاعة والتلفزيون التونسي. وقال شهود عيان من سكان ضاحية لافيات أنهم عانوا الأمرين ساعة الزيارة حيث وقع إغلاق شارعي الحرية وشارع فلسطين الموازي له وكذلك الشوارع المؤدية اليهما واعتبر السكان ذلك عزلة إجبارية أدخلتهم فيها السلطات التونسية لأكثر من ساعتين من الزمن. وأضاف الشهود من السكان أن المرور بالرصيف المقارب للمعبد اليهودي وقع تحريمه على جميع المارة طوال الثماني والأربعين ساعة الماضية وهو ما جعل الناس يعتقدون أن السلطات التونسية لجأت إلى هذا الإجراء كخطوة احتياطية من اعتداء محتمل على مبنى المعبد اليهودي بشارع الحرية بمناسبة زيارة شالوم إلى تونس. ووصف بعض الشهود عدد قوات البوليس التونسي التي حرست شارع الحرية منذ صباح الثلاثاء 15 نونبر بأنهم بلغوا الآلاف بلا شك وذلك خشية حدوث ما لا يحمد عقباه لضيف غير مرغوب فيه البتة من قبل الشعب التونسي كما علق أحد المتحدثين. وقد غادر شالوم صحبة مساعديه وزميلته وزيرة الاتصالات داليلا إسحاق مقر المعبد في حدود الثامنة ليلا بالتوقيت المحلي لتونس في اتجاه مقر إقامتهم المجهول وسط حراسة أمنية لم يسبق لها مثيل في تونس حسب شهود العيان، بعد أن أدوا الطقوس والصلوات اللازمة. وكانت مصادر عديدة قد أعلنت منذ صباح أمس أن شالوم الذي وصل مطار جربة (370 كيلومترا جنوب العاصمة التونسية) صباحا صحبة مرافقيه، سيقضي ليلته بمدينة جربة المعروفة بكثافة الجاليات اليهودية وبوجود معبد الغريبة اليهودي الشهير بها، إلا أن المفاجأة حصلت في المساء عندما ظهر شالوم بشارع الحرية كما ذكر شهود عيان للإعلام وهو خبر تفادت ذكره وسائل الإعلام الرسمية التونسية. وطرحت دعوة النظام التونسي لوزير خارجية إسرائيل إلى تونس احتجاجا عارما حيث عاشت تونس الأيام الماضية على وقع مظاهرات عمالية وطلابية حاشدة لمنع هذه الزيارة، وكان آخر المظاهرات في هذا الخصوص مظاهرات أمس الأول في كبرى الكليات والمعاهد التونسية احتجاجا على الزيارة.