يتوقع أن يكون رئيس الدبلوماسية الصهيوني سيلفان شالوم غادر المغرب بعد زيارة دامت يومين، التقى خلالها بجلالة الملك محمد السادس ووزير الخارجية والتعاون محمد بنعيسى، والعديد من المسؤولين المغاربة الآخرين. وكان المسؤول الصهيوني حل أول أمس الإثنين بالدار البيضاء، في زيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها مسؤول صهيوني إلى المملكة بعد إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في شتنبر من سنة 2000 . واعتبر محمد بن عيسى وزير الخارجية، من جانبه: "نحن نسعى إلى جعل الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) يحترمان التزاماتهما في خريطة الطريق، ونعمل جاهدين على أن يجلسا حول مائدة المفاوضات"، مؤكدا أن العنف ليس طريقا لتحقيق السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة. واعتبر وزير الخارجية المغربي أن تفعيل خطة خريطة الطريق يتوقف أولا على توفر الظروف الملائمة للعودة إلى مائدة المفاوضات، منبها إلى "أن خريطة الطريق هي المشروع الذي اتفق عليه وقبل به الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني، والأرضية التي حظيت بموافقة المجتمع الدولي وكافة الدول العربية". وبخصوص إمكانية إعادة فتح مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، أوضح بن عيسى لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، أن الأمر رهين بتطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة، وبفحوى الرسالة التي يحملها المسؤول الصهيوني شالوم من رئيس وزراء الكيان أرييل شارون إلى جلالة الملك محمد السادس، فيما لم يفصح وزير الخارجية المغربي عما إذا كانت هذه الرسالة شفوية أم مكتوبة. وذكر المسؤول المغربي بالاتصالات التي تمت بين المغرب والسلطة الوطنية الفلسطينية، خاصة بعد الزيارة التي قام بها محمود عباس، رئيس الحكومة الفلسطينية للمغرب، وكذا باللقاء الذي جمعه مع سيلفان شالوم في لندن أخيرا. وانتهى محمد بن عيسى إلى القول إن "كل شيء يتوقف على التطورات التي تعرفها المنطقة، وخاصة التطورات التي تعرفها العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية". ووصفت الصحف الصهيونية نبأ زيارة شالوم إلى المغرب بأنها إنجاز كبير لدبلوماسية الكيان الصهيوني وفق ما ذكرته صحيفة القدس العربي أمس الإثنين. وكانت صحيفة جوريزاليم بوست الصهيونية قالت إن المسؤول الصهيوني "يأمل الدفع نحو إعادة العلاقة بين البلدين، وفي مقدمتها مسألة إعادة فتح مكتبي الإتصال في كل من الرباط وتل أبيب بعد إغلاق دام أكثر من 3 سنوات عقب انطلاق الانتفاضة في شتنبر من سنة 2000"، فيما أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية إلى أن أوساطا في وزارة خارجية الكيان الصهيوني استبعدت أن يتم الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية في ختام الزيارة. ونقل المصدر ذاته عن رون بروسؤور، مستشار وزير الخارجية الكيان الصهيوني للشؤون السياسية في تصريح لموقع ArabYnet قوله: أظن أنه لن يتم الإعلان عن استئناف العلاقات كما في سابق عهدها، لكن ما من شك في أن الأمر تترتب عليه معان سياسية هامة، خصوصًا على خلفية الأحداث الأخيرة"، مضيفا" نأمل أن تكون هذه فاتحة خير لتتبعها زيارات إلى تونس والجزائر أيضًا". ومن جهة أخرى نقلت صحيفة القدس العربي أمس أن رجال أعمال من المغرب، إلى جانب آخرين من مصر والأردن والمغرب ودول الخليج العربي، يشاركون في مؤتمر اقتصادي، هو الأول من نوعه، افتتح أول أمس الإثنين بتل أبيب بمبادرة من اتحاد صناعات البلاستيك والمطاط الصهيوني. محمد أفزاز