علمت وكالة "قدس برس" أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الشرطة الليبية وعشرات الجموع الغاضبة من أهالي الأطفال المحقونين بفيروس "الإيدز"، وذلك إثر إعلان المحكمة صباح اليوم الثلاثاء (15/11) تأجيل البث في القضية إلى يوم 31 (كانون الثاني) يناير 2006. وأفاد شهود عيان أن المصادمات وقعت عندما تصدت الشرطة ومنعت الأهالي من الاقتراب من السلك الدبلوماسي الغربي والبلغاري الذي تعرض للقذف بالحجارة وتحطيم سيارة السفير السويسري في طرابلس، مما أدى إلى وقوع مصادمات بين الطرفين، قام إثرها الأهالي بقذف قوات الشرطة بالحجارة ودخلوا معهم في اشتباكات. وقال الشهود "إن الشرطة الليبية اعتقلت أربعة من أولياء الأطفال، وأن نجل العقيد القذافي سيف الإسلام رئيس مؤسسة القذافي الخيرية تدخل مباشرة لإطلاق سراحهم، مقابل تعهد شخصي بعدم تكرار ما وقع". ويقول مراقبون إن مصادمات اليوم تعكس مدى حساسية الملف بالنسبة للأسر والأهالي، كما تعكس حالة الارتباك التي تعيشها الدولة الليبية بجميع مؤسساتها القضائية بما فيها المحكمة العليا، نتيجة الضغوط الغربية الهائلة التي تمارس عليها. واستغرب عدد من أهالي الأطفال المحقونين قرار التأجيل، الذي اعتبروه استجابة لتلك الضغوط، وقال أحد أولياء الأمور الغاضبين في حديث خاص ل "قدس برس": "كنا نتوقع اليوم أن يتم إقرار الحكم السابق (الإعدام) أو نقضه، لكن أن يتم التأجيل مع فتح باب المرافعة مجددا، فهذا يعني أننا أمام مأساة جديدة تتشابك خيوطها بمصالح الدولة السياسية، وهذا ما نخشاه على مصير أطفالنا".