صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء (1/11) بالإجماع على تحديد يوم عالمي لذكرى "المحرقة" اليهودية (الهولوكوست) على يد النازية، وهو المقترح الذي بادرت إليه تل أبيب كمشروع قرار تتقدم به للمرة الأولى للجمعية العامة، وشارك في التصويت عليه وزراء خارجية عدة دول من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وروسيا وفرنسا. وبحسب الاقتراح سيتم تحديد السابع والعشرين من كانون ثاني (يناير) من كل عام، من قبل المنظمة العالمية، باعتباره "يوم الكارثة". وجاء في نص القرار "الكارثة التي أبيد فيها ثلث الشعب اليهودي (في العهد النازي) ستكون إلى الأبد نذيراً لكل شعوب العالم من مخاطر الكراهية والعنصرية والآراء المسبقة". وأفادت مصادر في الخارجية الإسرائيلية أن الاقتراح يشمل بند "معارضة أي خطوة تنكر الكارثة كحدث تاريخي". كما أشار القرار إلى تقدير الأممالمتحدة ل "جميع الدول التي عملت بشكل فعال على حماية وصيانة المواقع التي كانت في فترة الكارثة معسكرات للموت ومعسكرات احتشاد". وأشارت إلى أن هذا الاقتراح قد حظي بتأييد كبير، وتم تقديمه بمشاركة الولاياتالمتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي وأستراليا ونيوزيلندا، في حين قامت 91 دولة بإضافة أسمائها إلى الاقتراح، من ضمنها 8 دول إسلامية. كما طلب ممثلو 22 دولة إلقاء كلمات في هذه الجلسة الخاصة. وبدوره أيد القرار السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان. من جهته قال سيلفان شالوم، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن تبني القرار هو "خطوة ملموسة في مكافحة اللاسامية، ومن أجل تخليد الكارثة، ورفع المكانة الدولية لإسرائيل"، على حد تعبيره. وأضاف يقول للإذاعة العبرية، إن تحديد يوم دولي خاص لإحياء ذكرى المحرقة النازية "يدل على تحسن حقيقي في مكانة إسرائيل في المنظمة الدولية"، مشيراً إلى أنه بعد مرور ستين عامًا على الحرب العالمية الثانية، تعترف الأممالمتحدة بأهمية استخلاص العبر من وقوع المحرقة النازية، كما إن الأسرة الدولية تتعامل مع إسرائيل كدولة متساوية"، كما قال. غير أن ما يلفت النظر أن المحرقة اليهودية المحتفى بها قد باتت وسيلة تستخدم بشكل غير عادل من أجل اقتراف محرقة جديدة، ينفذها الناجون من المحرقة النازية، ضد الشعب الفلسطيني، الذي انتزع من أرضه، وهدمت قراه ومدنه، وألقي بأغلبه في المنافي والمحتشدات ومخيمات اللجوء. في حين يعاني من بقي من الفلسطينيين في أرضهم من الاضطهاد والعنصرية والعدوان اليومي، كما يقول أغلب الفلسطينيين.