رفض الناخبون في كولومبيا اتفاق سلام مهم بين الحكومة وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) اليسارية. وجاءت نتيجة الاستفتاء يوم الأحد 2 أكتوبر 2016 على الاتفاق مفاجئة، حيث صوت 50.24 في المئة ضده. ووقع الرئيس خوان مانويل سانتوس الاتفاق مع زعيم فارك الأسبوع الماضي بعد مفاوضات استمرت ل4 أعوام. لكن يتعين موافقة الكولومبيين عليه كي يدخل حيز التنفيذ. ويهدف الاتفاق إلى أن يضع نهاية لحرب أهلية استمرت قرابة 52 عاما، التي أسفرت عن مقتل 260 ألف شخص ونزوح 8 ملايين. وقال الرئيس سانتوس إنه يقبل النتيجة ولكنه سيواصل العمل من أجل تحقيق السلام. وأضاف أن "وقف إطلاق النار الحالي مازال ساري المفعول وإنه أصدر أوامره للمفاوضين بالسفر لكوبا للتشاور مع زعماء فارك حول الخطوة المقبلة". وتابع قائلا:" لن أستسلم، وسأواصل السعي وراء السلام حتى آخر لحظة في رئاستي لأن هذا هو السبيل لترك بلد أفضل لأبنائنا". وفي غضون ذلك، قال زعيم فارك، المعروف باسم تيموشينكو، إن جماعته ستواصل التزامها بالعمل على الوصول لنهاية للحرب. وكان المتمردون قد وافقوا في وقت سابق على إلقاء السلاح بعد نزاع استمر 52 عاما للانضمام للعملية السياسية. لكن معارضين يقولون إن الاتفاق يتعامل مع فارك، التي مازالت تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية، بكثير من التساهل. وأعرب فرانشيسكو سانتوس نائب الرئيس السابق، وهو معارض للاتفاق، عن أمله في التوصل إلى اتفاق أفضل بعد هذه النتيجة. وقال إن انتصار "لا" هو انتصار للسلام مع العدل، وانتصار للسلام مع العفو والمصالحة، وانتصار لسلام أكثر شمولا، سلام يشملنا جميعا، سلام أكثر استقرارا. وكان الرئيس سانتوس قد حذر في وقت سابق من أنه لا توجد خطة بديلة لإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل 260 ألف شخص. وتعد هذه النتيجة انتكاسة للرئيس الذي تعهد منذ انتخابه عام 2010 بإنهاء النزاع الذي تسبب في تشريد ثمانية ملايين شخص. ومنذ أقل من أسبوع احتفل مع زعماء عالميين وقادة فارك بانتهاء أطول وآخر نزاع مسلح في أمريكا اللاتينية.