رحبت المملكة المغربية بإبرام الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك) لاتفاق سلام شامل ونهائي يضع حدا لنزاع داخلي دام أزيد من نصف قرن. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، في بلاغ لها السبت، أنه "بعد سنوات عديدة من المفاوضات التي أطلقها الرئيس خوان مانويل سانتوس، يشكل هذا الاتفاق التاريخي مرحلة مهمة في الحياة السياسية الكولومبية ويروم الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الكولومبي الصديق، لصالح السلام والاستقرار والتقدم" . وأضاف المصدر ذاته أن المملكة المغربية، إذ تعبر عن ارتياحها للشراكة النموذجية التي تربطها بجمهورية كولومبيا، فإنها تعبر عن استعدادها لإرساء أي شكل من التعاون من شأنه تسهيل مرحلة ما بعد النزاع، وذلك في إطار الالتزام الدائم للمغرب لفائدة الشراكة جنوب – جنوب. التوقيع رسميا على اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية والمتمردين في شتنبر القادم أعلنت السلطات الكولومبية، السبت، أنها ستوقع اتفاق السلام مع حركة (فارك) رسميا في أواخر الشهر المقبل. وقال وزير الدفاع لويس كارلوس فيليغاس، إن "التاريخ الرسمي للتوقيع على الاتفاق سيكون بين 20 و26 شتنبر، اعتمادا على جداول الأعمال وكبار الشخصيات التي ستكون بين الحضور". وكان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قد أشار إلى إمكانية عقد مراسم التوقيع على الاتفاق في مقر الأممالمتحدة، أو بوغوتا، أو كوبا. ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام من توقيع اتفاق سلام تاريخي في هافانا بين الحكومة والمتمردين الكولومبيين. وفي وقت سابق، دعت حركة (فارك) إلى عقد مؤتمر وطني في منتصف الشهر القادم لقادتها للمصادقة على اتفاق السلام الذي أبرم الأسبوع الحالي مع الحكومة الكولومبية لإنهاء نزاع استمر 52 عاما. وأصدرت الحركة بيانا أمس قالت فيه إن "هذا المؤتمر الأخير لمنظمتنا بسلاحها (…) سيصادق على اتفاق السلام وسيوافق على تحويل الفارك إلى حركة سياسية شرعية". "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" تعلن وقف إطلاق النار أعلنت حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) وقفا نهائيا لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الأحد (الساعة الخامسة صباح الاثنين بتوقيت غرينيتش) في أعقاب اتفاق السلام التاريخي الذي أبرمته مع الحكومة لإنهاء نزاع مسلح استمر 52 عاما. وقال القائد الاعلى ل"فارك" تيموليون خيمينيز الملقب "تيموشنكو" أمام الصحافيين في هافانا "آمر جميع قادتنا ووحداتنا وكل شخص من مقاتلينا بوقف إطلاق النار والأعمال القتالية بصورة نهائية ضد الدولة الكولومبية اعتبارا من منتصف هذه الليلة". وأكد الرئيس خوان مانويل سانتوس على موقع "تويتر" في عطلة نهاية الاسبوع "أن نهاية النزاع آتية" و أمر بالفعل بوقف اطلاق النار. وأضاف سانتوس "نريد أن نصبح دولة بلا آثار حرب"، داعيا الكولومبيين لأن يقولوا "نعم للمستقبل، نعم للسلام" في الاستفتاء المقرر في الثاني من أكتوبر المقبل. ويأتي إعلان الجانبين عن وقف إطلاق النار كمؤشر حسن نية إذ أن وقف اطلاق النار الثنائي والنهائي كما اتفق عليه اثناء المحادثات، لن يبدأ تطبيقه الا يوم التوقيع الرسمي على الاتفاقات والمرتقب بين 20 و26 شتنبر المقبل. وتعد هذه أول مرة تتفق فيها الحكومة و"الفارك" التي تضم حوالى 7500 مقاتل، معا على وقف لإطلاق النار.