حج عشرات الآف من المغاربة يوم الأحد 6 نونبر إلى ساحة محمد الخامس بالدار البيضاء للمشاركة في المسيرة الوطنية للمطالبة بالإفراج عن عبد الكريم المحافظي وعبد الرحيم بوعلام. وتقدم المسيرة التضامنية، التي دعت لتنظيمها الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية لجمعيات وهيئات المجتمع المدني، ووزراء وزعماء الأحزاب السياسية وقادة الحركات الإسلامية بالمغرب وعلماء وشخصيات وازنة في عالم الفكر والرياضة والفن. وسارت المسيرة على طول محج الحسن الثاني، وحملت فيها الجماهير المغربية العلم الوطني وصور المختطفين ولافتات كتبت عليها بلغات متعددة آيات قرآنية وأحاديث نبوية وعبارات تنهى عن قتل النفس البشرية إلا بالحق، وتستعظم هذا الأمر مصداقا لقول نبينا عليه الصلاة والسلام "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم"، كما تستنكر هذا الاختطاف الشنيع وتعتبره عملا همجيا لا علاقة له بمبادئ ديننا الحنيف، مؤكدة على وحدة استقلال وسيادة الشعب العراقي الشقيق، وتدعو الحكومة المغربية إلى التحرك ومضاعفة الجهد لإنقاذ حياة هذين المغربيين. وأكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، أن ليس في الإسلام عصابات إجرامية تقتل الناس وتخيف الآمنين وتحرم الآباء من أبنائهم. وأوضح يسف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المسيرة الحاشدة، أن الأعمال العدوانية لأتباع تنظيم القاعدة لا سند لها في شريعة ولا دين ولا عقل سليم. وقال إن التنظيمات التي تقف وراء هذا العمل الشنيع، فضلا عن كونها ضالة، فهي تقدم صورة مشوهة عن الإسلام الذي هو دين عدل ونظام وتسامح. وشدد على أن المغرب كان وسيظل قلعة من قلاع الإسلام الصامدة وجبهة من جبهاته المناضلة ضد المتغطرسين والظالمين. وقال إنه لا يمكن لمن هو متشبع بتعاليم الإسلام وقيمه الروحية أن يسلك مثل هذا التصرف العدواني الذي لا يمت للإسلام بصلة ويقدم صورة مغلوطة ومشوهة عن ديننا الحنيف. وردد المتظاهرون شعارات غاضبة ومنددة من قبيل: هما فين هما فين ولاد الشعب مخطوفين، نعم للحرية لا للإرهاب والهمجية، الإسلام دين المحبة لا دين الكراهية، يا أحرار العالم طالبوا بإطلاق سراح المحافظي وبوعلام وغيرها. ومن جهة أخرى لوحظ تواجد مكثف لممثلي مختلف الأقاليم المغربية، وخاصة من إقليمالجديدة، باعتباره مسقط رأس أحد المختطفين. وقد أصدرت اللجنة المنظمة في ختام المسيرة بيانا أعلنت فيه إدانتها الشديدة للممارسات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء، وتزرع الرعب وسط الآمنين، معتبرة الاختطاف موجها للشعب المغربي ككل. ودعا البيان كافة محبي السلام في العالم إلى دعم موقف الشعب المغربي، والتضامن معه من أجل إطلاق سراح المختطفين، مطالبا في الوقت نفسه من الجهة الخاطفة أن تبادر للإفراج عنهما فورا ودون قيد أو شرط. يشار إلى أن المنظمين اختاروا ساحة محمد الخامس بالدار البيضاء لانطلاق هذه المسيرة الوطنية الاحتجاجية لتميزها بوجود أسراب كبيرة من الحمام الذي يتخذ منها مأوى كرمز للمحبة والسلام الذي يعرف به المغرب، وكرسالة عميقة للخاطفين للإفراج الفوري عن هذين المغربيين.