بمناسبة الذكرى الثلاثين لحدث المسيرة الخضراء و مرور نصف قرن على استقلال المغرب، نظمت الجماعة الحضرية لمكناس تحت شعار: شعب واحد ومصير مشترك، استقبالا جماهيريا لقافلة صلة الرحم بمدينة مكناس، في ساحة لهديم التاريخية، وأمام معلمة باب منصور الخالدة، حيث ضمت القافلة أربع أسر من مدن وجدة والحسيمة وتازة وفاس، إضافة إلى ضابطين كانا محتجزين بمعتقلات تندوف، يوم 22 أكتوبر ,2005 حيث تم استقبال العائلات الوافدة من مدينة فاس على الساعة الرابعة والنصف مساءا في جمع غفير من أبناء الساكنة المكناسية ليصلوا رحمهم مع إخوانهم في مدن المملكة، إضافة إلى العائلة المشاركة من مدينة مكناس، وهي عائلة المستشار الجماعي السيد العربي السهلي، والدكتور لحسن الداودي رئيس اللجنة السياسية للقافلة ورئيس اللجنة التنظيمية الإدريسي، ومكتب وأعضاء الجماعة الحضرية وأعضاء عن حزب العدالة والتنمية، وعدة فعاليات سياسية وجمعوية وثقافية، كما نظم فطور جماعي على شرف القافلة بقاعة الحفلات بملحقة الجماعة الحضرية لمكناس. وبالمناسبة نفسها، نظم مهرجان خطابي من تأطير الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومصطفى البارازاني، ولحسن الداودي، والإدريسي، مساء اليوم نفسه بقاعة المؤتمرات القصر البلدي ملحقة حمرية، حيث حضر الحفل جمهور غفير من أبناء الساكنة المكناسية ورجال الصحافة الوطنية وممثلي الهيآت السياسية المحلية وعدة نواب ومستشارين برلمانيين. وقد ترأس الحفل النائب البرلماني عبد الله بووانو، الذي رحب بالعائلات المشاركة في القافلة وبالحاضرين، وقدم العائلات المشاركة، وأبرز الدكتور لحسن الداودي، خلال كلمته، الإطار العام الذي تأتي فيه مبادرة تنظيم القافلة، وأشار إلى المراحل التي قطعتها، والتي ينبغي أن ينخرط في إنجاحها الجميع باعتبارها تفعيلا للدبلوماسية الشعبية والحزبية، وأكد على ضرورة قيام الأحزاب السياسية بمسيرة تتمثل بالأساس في التأطير والتواصل مع سكان الأقاليم الجنوبية، بخطاب واقعي يسعى لدعم المبادرات التي يقوم بها المغرب على الصعيدين الرسمي والدبلوماسي. ثم تناول الكلمة نائب رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، الدكتور محمد بورحيم، الذي رحب بدوره بالعائلات المشاركة، من جهته، تقدم رئيس اللجنة التنظيمية بشكره على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة لمدينة مكناس، وذكر ببرنامج القافلة التي تسعى لتقوية التفاف المغاربة حول الوحدة الترابية، وضرب موعدا بعد 12 يوم لعودة القافلة مصحوبة بعائلات الأقاليم الصحراوية. وخلال كلمته، أشار مصطفى البرزاني، أحد القياديين السابقين في جبهة البوليساريو، إلى وضعية المحتجزين بمخيمات تندوف والأوضاع المأساوية التي يعيشونها، كما أوضح أن البوليساريو لا تمثل الشعب الصحراوي. ثم تناول الكلمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حيث أبرز المراحل التي قطعتها قضية وحدتنا الترابية، وطالب بضرورة إعطاء العناية اللازمة للأسرى المفرج عنهم، وتكريمهم ماديا ومعنويا واعتبارهم مثالا للتضحية والفداء من أجل وحدة البلاد. كما أكد على أن ملف المحتجزين والمفقودين لا يزال مفتوحا، وبناء عليه فسيستمر الحزب في المطالبة، مع باقي الفاعلين الشعبيين والرسميين، بأن يفتح المجال للمفوضية العليا للاجئين بالاتصال الحر بالمحتجزين بتندوف، وإحصائهم، وفسح المجال لهم للعودة إلى بلدهم، كما طالب الحكومة بضرورة العمل على الرفع من مستوى العمل الدبلوماسي بما يتجاوز الاختلالات، التي طالما نبه عليها الفاعلون السياسيون والإعلاميون، كما دعا المسؤولين إلى ضرورة الاستماع ومحاورة المدافعين عن قضية الصحراء، الموجودين بأرض الوطن وإعطائهم المكانة اللائقة بهم وتحميلهم المسؤولية مثلهم مثل العائدين إلى أرض الوطن.