من المنتظر أن تعود اليوم قافلة صلة الرحم من مدينة العيون في اتجاه الأقاليم الشمالية، والتي تتكون من مجموعة من الأسر، وقد اصطحبت معها أسرا أخرى استضافتها لتمضي معها عيد الفطر السعيد. من جهة أخرى، ذكر الحبيب الدقاق، ممثل حزب الاتحاد الدستوري، أن القافلة تحمل مغزى ودلالة حول الوحدة الترابية، مضيفاً أنه ينبغي فتح حوار حول الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. ودعا الدقاق، في مهرجان خطابي نظم يوم الجمعة الماضي احتفاء بالقافلة، إلى التكتل والتوحد، وقال «إن الأوروبيين يتكتلون، وكذلك الأمريكيون، ومن المستحيل الاستمرار في التشرذم والتخلف». الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، شدد على أن قافلة صلة الرحم مبادرة من المجتمع المدني وانخرطت فيها الأحزاب السياسية، مطالبا بتجاوز المقاربة الرسمية في ملف الصحراء المغربية إلى ما هو أعمق عبر استحضار الجوانب الإسلامية والوطنية، وذكر العثماني أن المغرب خاض معركة الاستقلال وانخرط فيها جميع المغاربة المنحدرين من الشمال والجنوب دون أن يأمرهم أحد وكانوا كقلب رجل واحد. واعتبر المسؤول الحزبي، في كلمة له في المهرجان الذي افتتح بقراءة الفاتحة ترحماً على الفقيدين الركيبي بن محمد الشيخ وعبد الله برو، أن قضية الوحدة والتنمية «لها عمق إسلامي تجاوز الجانب الشكلي والرسمي لقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)»، مشددا على الاهتمام بكرامة الإنسان ورأيه وحريته وبأفكاره مبادراته وأن يكون طرفاً فاعلاً لا مهمشاً. وأوضح عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، حمد سالم اللطافي، أن الجميع مطالب بالانخراط في قافلة صلة الرحم، ولا حاجة للحديث عن معارضة أو أغلبية، مضيفاً أن القافلة في جوهرها هي نوع من القرب ومعايشة للناس الذين يحملون هذه الهموم، مؤكداً ضرورة معالجة مشاكل ساكنة الأقاليم الجنوبية «لأنه ليس من مصلحة المغرب تركها تتفاقم»، موضحا أن خصوم الوحدة الترابية يسعون «لاستغلال كل المعضلات للمس بالوحدة الترابية»، ومتسائلاً عن موقع الأطر المحلية من القضية الوطنية، مشددا على إمكانية مساهمتها في تدبير ملف الصحراء لكونها أكثر دراية به. أما عبد الفتاح القاسمي الإدريسي، رئيس اللجنة التنظيمية للقافلة، فصرح أن مباردة قافلة صلة الرحم «مجرد خطوة أولى للتعبير عن معاني الأخوة مع ساكنة الأقاليم الجنوبية»، داعياً إلى وضع اليد في اليد من أجل بناء مغرب متقدم، وأوضح المتحدث نفسه أنه قد حان الوقت لمشاركة المجتمع المدني في الدبلوماسية الشعبية، حاثاً المجالس البلدية والجماعات القروية على دعم مبادرات المجتمع المدني. واعتبر ممثل بلدية المرسى، محمد الرزمة، أن هاجس تنمية الأقاليم الجنوبية يمثل أولوية لدى المجالس المنتخبة، منبهاً إلى ضرورة أخذ العبر من مثل هذه الملاحم لبناء مشروع لخدمة الإنسان هذه المنطقة، وتكريس سياسة القرب والتأطير للوقوف على حاجيات ساكنة المناطق الصحراوية، ونبذ التفرقة والتشتت.