قال حسن هموش رئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح الجهة المنظمة للنشاط أن الفن المغربي لم يعد يقاس بأصالته وجدته وقيمته من أجل المجتمع بل أصبح يقاس بمدى حضور الفنان على شاشة التلفزة بشقيها، مشيرا في لقاء فني صحفي نظم أخيرا حول الفيلم التلفزي المكروم الذي تم إنتاجه بشراكة مع القناة الثانية وشركة ناسكوم إلى أن ظاهرة تمركز شركات الإنتاج الفني بمحور الرباطالدارالبيضاء تضرب في العمق السياسة العمومية في اللاتركيز واللاتمركز، وداعيا إلى التحرر من هذه الورطة بدعم المسؤولين الجهوية في مختلف أبعادها بدل العمل على إغراء وجذب كل فنان متألق من جهته إلى جهة المحور. من جهته وبلكنة مراكشية مغرقة في الفكاهة والمرح وممزوجة بكثير من الأسى قال الفنان الكوميدي عبد الله فركوس عار البلاد على مواليها وحشومة وعار على المسؤولين المصرين على وضع مراكش وفنانيها في الهامش، بهذا المثل والعبارة الشعبية لخص الكوميدي فركوس وضعية الفن والفنانين بمراكش. وأضاف فركوس الذي لعب دور البطولة في الشريط التلفزي المكروم بامتياز أنه يعاني الاغتراب في مدينته مراكش التي تزخر بالكاميرات على طول السنة غير أنها لا تلتقط رجالاتها وفنانيها، معتبراعدم دعوة الفنانين المراكشيين من طرف مختلف مسؤولي الهيئات المنتخبة والقطاعات العمومية والخاصة للانخراط في تأهيل الموارد البشرية قمة في الإجحاف والتعامل الدوني مع الطاقات المحلية. ولم يفت فركوس التأكيد في كنه حديثه على المثل الشعبي مطرب الحي لا يطرب ومطرب غير الحي يطرب ، مستغربا كيف أنه لما حل ضيفا على جهة مكناس تافيلالت أخيرا، ومجرد أن وطئت قدماه مكناس حتى وضع رهن إشارته والي الجهة السيد حسن أوريد سيارة خاصة مع طاقمه الفني لتصوير آخر أفلامه، بل وصلت العناية بمسؤولي الجهة إلى لزوم عمدة المدينة الطاقم الفني حيثما حل وارتحل لتقديم الشروحات والمعطيات التاريخية عن المدينة، هذا في اللحظة التي يتأسف فيها فركوس قائلا: رغم مجهودات الفنانين المراكشيين لم يكلف عمدة المدينة ولا شاووشه (متهكما) نفسه رفع سماعة هاتف الجماعة لتهنئة أو تقدير فنانة أو فنان قدم مراكش في حلة فنية ، وأكد أن المجلس الجماعي لمدينة مراكش يهمش الفن ولا يكترث بالفنانين بل تضيق ميزانيته وحكامته كلما اقترب من إنعاش الفن والبرامج الموجهة إلى الثقافة . يذكر أن شريط المكروم كان أول الأفلام المغربية التي قدمتها القناة الثانية في رمضان هذه السنة، ولقي نجاحا مقبولا بالنظرإلى عدة عوامل فنية وأدائية ، وهو يحكي قصة عمر الذي يعيش حياة متواضعة مع زوجته وأبنائه، من خلال عمله بائعا للملابس المستعملة، إلى أن تحصل المفاجأة: فبينما هو يفتح رزمة ملابس، يعثر على كيس مليء بالعملة الصعبة، فيعيش مرحلة خوف وذعر وهواجس محاولا إخفاء السر. وأثناء بحثه عن كيفية تحويل تلك الأموال إلى العملة المحلية، تنشأ بينه وبين فاتن، إحدى الموظفات في مؤسسة بنكية، علاقة عاطفية تغير مجرى حياته رأسا على عقب، إذ ينتقل من إنسان تقليدي بسيط إلى رجل يريد أن يحيا رغد العيش. وفي خضم هذا التناقض، يصير لعمر وجهان مغايران تماما: واحد يقابل به زوجته التي تظل جاهلة بحقيقة الأمور، وآخر يعيش به مع عشيقته التي تستغل سذاجته لنهب ماله. وكم يبدو الأمر مثيرا للسخرية حين يكون عمر مضطرا لتغيير ملابسه في حانوته قصد التكيف مع كل وضع على حدة، إلى أن يكتشف حقيقة الأمر ويعود إلى أهله وأولاده ،والشريط من تمثيل: عبد الله فركوس، فضيلة بنموسى، مصطفى تاه تاه، نجاة الوافي، بشرى أهريش و من إخراج داوود أولاد السيد.