منعت دولة الجزائر فرقة «الموجة» الجزائرية من مغادرة التراب الجزائري ، وبالتالي من حضور حضور فعاليات الدورة السادسة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح، و التي كان من المنتظر أن تقدم العرض الافتتاحي بعملها : الحب عن بعد . ذلك ما أعلن عنه حسن هموش مدير المهرجان ورئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح أثناء حفل الافتتاح ، وهو ما أكده في تصريح للاتحاد الاشتراكي، مبرزا أنه حتى آخر لحظة كانت مشاركة الفرقة الجزائرية مِؤكدة إلى أن فوجئنا باعتذار عبر الهاتف. اعتذار فهمنا من خلاله أن هناك منعا للحضور إلى المغرب . رغم غياب الدعم و تخلي العديد من الجهات عن المساهمة في ترسيخ مهرجان مراكش الدولي للمسرح ، استطاع المكتب النقابي المحلي لمحترفي المسرح أن ينظم الدورة السادسة التي كادت الظروف الصعبة المحيطة بها أن تعصف بها فجاء الافتتاح بسيطا معبرا عن الوضع الذي آلت إليه العقليات بالمجالس الجماعية و التي لا تعير للفعل الثقافي أي اهتمام . قال حسن هموش :»سيستمر هذا المهرجان و لو اقتضى الأمر أن ندفع به على العربات» . الدورة السادسة التي تحمل إسم المختار الملالي أحد رواد المسرح المراكشي و المغربي بدت بئيسة و لكنها في نفس الآن عبرت عن التحدي و الاستماتة ضد كل الذين أرادوا أن يموت هذا المهرجان . شريط وثائقي يختزل صورا للدورات السابقة و عرض لمجموعة ألوان الغنائية والتي تفاعل معها الجمهور بقوة و رسم على إيقاع الكناوي لصورة المحتفى به المختار الملالي من طرف فنان تشكيلي صاعد و تقديم درع المهرجان على إيقاع الهواريات تلكم ببساطة هي ملامح افتتاح الدورة السادسة . ضعف الإمكانيات جعلت بعض الارتباك التنظيمي يهيمن على الدورة مما أثر على انتظام الندوات التي تعقد في اليوم الثاني لتقديم أي عرض مسرحي . و إذا كان غياب المسؤولين الجماعيين يعد فأل خير باعتبار أن مايفصل بينهم و بين الثقافة كالذي بين السماء و الأرض فإن غياب المسرحيين أنفسهم طرح العديد من التساؤلات خاصة منهم أولئك الذين لم يحظوا بثقة زملائهم في مكتب فرع النقابة . كما أن وسائل الإعلام لم تعر أي اهتمام لهذه الدورة حيث غابت التلفزة بقناتيها و لم يحضر من الصحافة المكتوبة إلا القليل . ورغم كل ذلك فقد تمت ندوة تكريمية تحدث فيها أساتذة و مسرحيون عن المحتفى به المختار الملالي ودوره في ترسيخ أسس المسرح بهذه المدينة بل كل التدخلات اعتبرته مدرسة قائمة بذاتها في هذا المجال . كما برمجت إدارة المهرجان ندوة مهنية مهمة حول : ديناميكية المؤسسات الثقافية بمراكش ناهيك عن اللقاءات التي تعقد مع الفرق المشاركة . يذكر ان العروض المشاركة بلغت سبعة عروض وهي « الفهاماتور « لفرقة لنلعب للجمهور من المغرب و «شتاء تحت الطاولة « لنادي خشبة الحمراء و « في الكوليس « لفرقة الأقنعة البلجيكية ، و مسرحية الرغبة لفرقة سوركوزو من إسبانيا و « الحر بالغمزة « لمسرح الأكواريوم « و سندريلا لمسرح العرائس بالمغرب ، و أخيرا « باب المدينة « لنادي كوميديا المراكشي ..