نوهت الصحف الجزائرية الصادرة الأسبوع الماضي، بالأداء المتميز لفرقة تانسيفت المراكشية ومسرحيتها «كيف الطوير طار» في المهرجان الوطني الجزائري للمسرح الاحترافي. وإذا كانت يومية «أوريزون» قد نشرت مقالها تحت عنوان «الإنتاج المغربي يستهوي الجمهور الجزائري»، فإن زميلتها «لو جور دالجيري» اختارت عنونا أكثر تعبيرا وهو «تانسيفت تعيد اكتشاف المسرح». وكتبت «أوريزون» أن «عرض مسرحية «كيف الطوير طار» مساء الإثنين الماضي كانت له أصداء إيجابية لدى عشاق الفن الرابع الذي حضروا بكثافة لمتابعة هذا الإنتاج الأخير لمسرح تانسيفت بالمملكة المغربية». موضحة أن هذا العرض مبرمج خارج المنافسة في الدورة الرابعة لهذا المهرجان الذي ينعقد ما بين 24 ماي و 4 يونيو على مسارح الجزائر العاصمة. وتابعت أن «أربعة ممثلين من الطراز العالي عرفوا وتمكنوا على امتداد ساعة ونصف من استقطاب اهتمام كل الجمهور الذي لم يتوقف عن الضحك والتصفيق، ورد بتوجيه الشكر لهذه الفرقة المسرحية». وأضافت أن «أداء الفنانين كان جد طبيعي ويتطور بسلاسة فوق الخشبة. وشعار هذه المسرحية بسيط جدا: أن تكون مرحا دون سخافة وأن تعبر عن المأساة دون السقوط في التراجيديا». وتقول «لوجور دالجي» إن المسرحية «تغلب عليها الموسيقى والغناء والتعابير الشعبية والواقع الاجتماعي الخاص بالمغرب العربي والعالم العربي»، ملخصة روح هذا العمل في كونه «نفحة للأوكسجين والضحك والاسترخاء والجرأة. إنها متعة». وأشارت الصحيفة إلى أن فرقة تانسيفت «تقترح مقاربة جديدة للأداء المسرحي وتعيد النظر في النظم الكلاسيكية خاصة تلك الجامدة التي تميز مسرحنا»، مذكرة أن الفرقة قد أحدثت من قبل خرجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط. وأجرت «ألجري نيوز»، التي نشرت تقريرا عن المسرحية، حوارا مع مخرجها حسن هموش الذي أبرز بالخصوص أن الدولة المغربية «قامت بعمل ملحوظ لتشجيع الإبداع المسرحي». وأعرب عن أمله في رؤية فرق جزائرية «تعرض أعمالها في المغرب في أقرب الآجال». واستلهمت هذه المسرحية، الذي أنجزت في2007، من نص موليير «البورجوازي النبيل» وألفها الفنان عبد اللطيف فردوس. وتحكي قصة شخص حديث الثراء يرغب في تعلم السلوكاتالراقية للنبلاء، إلا أن اثنين من أصدقائه القدامي يحاولان خداعه لكسب الأموال. وتدور أحداث القصة، التي أدى أدوارها كل من دنيا بوتازوت وعبد الصمد مفتاح الخير وعبدالله ديدان ومحمد الورادي، حول شخصية غويتة (مربية) تكتشف زيف هوية شريكيها وتقرر الانتقام منهما وكانت لها كلمة الحسم في النهاية.