تعود فرقة مسرح تانسيفت يوم 31 مارس الجاري لعرض مسرحيتها الأخيرة «كيف طوير طار»، بمسرح محمد السادس، بعد أن عرضت مؤخرا، بسينما «الريتز» تضامنا مع فلسطين، إذ خصصت مداخيله للمساهمة في بناء مدرسة بغزة. وقال عبد اللطيف فردوس مؤلف «كيف طوير طار» إن النص عبارة عن إعادة كتابة «المثري النبيل» لموليير في زمن مغاير بإعادة استثمار الفكرة وإخضاعها للتربة المغربية مع إكسابها صبغة راهنية تنتمي إلى القرن الواحد والعشرين، حيث تبتعد وتختلف عن النص الفرنسي في جميع العناصر التي تشكل خلفيات كلاهما على مستوى المكان والزمان والحضارة والتاريخ، ف«المثري النبيل» يرتبط بالقرنين السابع عشر والثامن عشر، والعملية التي قمنا بها تسمى عند قاوتي بالإنبات في زمن وتربة مغايريين». وأضاف عبداللطيف فردوس في تصريح ل«المساء» أن فكرة النص تقوم على وصول شخص معين إلى وضع مادي دون أن يواكب ذلك تطورا فكريا معينا، وهذا ما نلاحظه في المجتمع المغربي، مشيرا إلى أن النص خضع لاقتراحات نهائية من طرف فرقة تانسيفت للمسرح في سياق العملية الإخراجية التي كانت موفقة، إذ أعطت عملا آخر دون الإساءة إلى العمل الأصلي. وأوضح فردوس أن هناك مجموعة من العوامل التي أسهمت في إنجاح المسرحية، أولها احترافية المخرج حسن هموش، والتجارب التي راكمها الممثلون عبد الصمد مفتاح الخير، وعبد الله ديدان، الحائزين على جائزة التشخيص عن العرض نفسه في الدورة العاشرة لمهرجان مكناس الوطني للمسرح، إضافة إلى جائزة الملابس التي حازت عليها المصممة سناء شداد. السينوغرافيا اعتبرت بدورها مكمن قوة «كيف طوير طار»، كما ذهب إلى ذلك الناقد والمخرج المسرحي، عبد الرحيم محلاوي، إذ قال «إن العرض جاء متناسقا بين كل مكوناته، وراقيا إلى أبعد الحدود وخفيفا، لقد أبدع الممثلون وكاتب النص والمخرج والسينوغراف، ومصممة الملابس، وكل المشاركين في هذا العرض الذي كانت السينوغرافيا إحدى نقط القوة فيه، بحيث ارتكزت على البساطة والاقتصاد في الألوان، إذ اقتصرت على لونين اثنين أساسيين هما الأحمر والأخضر اللذان تقاسما الفضاء المسرحي، لون أحمر ساخن خارجي يحيل على الرغبة في الدخول، الرغبة في المال والجاه، ولون أخضر بارد داخلي يعبر عن برودة العلاقات في البيت وبنائها على المصالح. تدور أحداث المسرحية التي اقتبسها الفنان عبد اللطيف فردوس عن «المثري النبيل» لموليير، وأخرجها حسن هموش، حول مشكلة حمان، الذي يجد نفسه غنيا بين عشية وضحاها، ثم يحاول أن يرقى إلى مصاف الناس المتحضرين، فيقرر توظيف من يعلمه التواصل بتقنياته الحديثة والفن بفروعه، ليبدأ الصراع حول من يستطيع أن يستولي على مفاتيح خزائنه: هل الخادمة التي تشخصها دنيا؟ أم أستاذة التواصل؟ أم الفنان؟ وانبنى العرض على هذه المفارقات، التي أعطت مواقف كوميدية شيقة.