بعض الأطفال يرد بوقاحة عندما يُطلب منه القيام بأمر ما أو يُمنع من أمر ما. و بعضهم الآخر لا يُظهر احتراما كافيا عند مخاطبته. وهذا الوضع يسبب تعبا نفسيا للوالدين وانزعاجا لعدم التزام الطفل بحدود المقبول من الكلام عند مخاطبته، و العقاب أو الصراخ أو الضرب لا يجدي ولا يُعلَّمُ الطفل شيئا عن الاحترام! فما العمل إذن ؟ إليك 7 طرق ايجابية للتعامل مع الأمر ، مع التذكير قبل ذلك ببعض الأمور المهمة: 1- ليتعلم طفلك الاحترام و اللطف عند مخاطبة غيره ، عليك أن تكون قدوة في التعامل معه ومع من حولك. فإذا كنت تطلق تعليقات عند انزعاجك من تصرفاته أو تستخدم كلمات سيئة معه فهذا تماما ما سيفعله هو معك. 2- إن الرد الوقح من أطفالنا يثير غضبا شديدا فينا و يُشعرنا بحاجة لتعليمهم و تأديبهم فورا. إلا أن هذه اللحظات هي أسوأ وقت لتعليمهم أي شيء. فالطفل يكون حينها في حالة استفزاز وغضب و أنت كذلك، و الجزء المفكر من عقلك لا يعمل بل يكون في حالة المواجهة أو الفرار ، وحينها سيكون أي تصرف من جهتك غير عقلاني و مبنيا على شعورك بالغضب المؤدي إلى الضرب أو الصراخ. الآن كيف تتصرف؟ 1- حافظ على هدوئك : من الصعب جدا أن تسمع طفلك يخاطبك قائلا " أنت لا تفهم شيئا أنا أكرهك! " ، لكن تذكر أنك تود تعليمه الطريقة السليمة للتعبير عن مشاعره دون أن يقلل من احترام غيره. كن مثالا جيدا في هذه اللحظات ولا ترد و أنت غاضب. خذ أنفاسا عميقة.. عد إلى العشرة و ردد لنفسك "هذه ليست حالة طوارئ" دع طفلك يرى كيف تتحكم في نفسك. 2- انظر الى ما خلف التصرف: إن طفلك في هذه اللحظة لا يعرف طريقة أفضل للتعبير عن انزعاجه وضيقه ، انظر الى الموقف بعينيه محاولا معرفة ما الذي سبب انفعاله و تصرفه ؛ فوراء كل تصرف مشاعر خفية ، و من الضروري التعامل معها قبل محاولة إنهاء التصرفات بحد ذاتها . 3- تعاطف مع طفلك : الآن ولتتعامل مع المشاعر ابدأ بمساعدة طفلك للتعرف على شعوره حتى يتمكن من التحكم به . تجاهل رده غير المحترم لك ، وردّ عليه بتعاطف مثل "اه أنت تريد الحلوى الآن وتشعر بغضب شديد" هذا لا يعني أنك موافق على تصرفه لكنك فقط تدرك شعوره . 4-تأكد من التوقيت: عادة عندما يجوع الأطفال وينزل مستوى السكر في دمهم أو يشعرون بالنوم أو الإرهاق أو التحفيز الزائد ينعكس ذلك بسوء التصرف والردود السيئة، فإذا كان هذا هو الحال ساعد طفلك بإطعامه و جعله في وضع مريح ليزول سبب تشنجه وغضبه. 5- ترَّفع عن سفاهات طفلك: حاول إيجاد رد عقلاني تُثبت من خلاله لطفلك أن المهم هو تحديد المشكلة ومساعدته والتواصل باحترام. لا تأخذ الأمر بطريقة شخصية لتنجرف وراء غضبك. قل شيئا مثل " اووه.. يبدو أن هناك أمورا كثيرة علي معرفتها لكني لا أفهمك بهذه الطريقة. أريدك أن تهدأ وتتكلم ببطئ حتى أفهمك". 6- هناك وقت للتجاهل ووقت لنقاش تصرفه: يفضل في كثير من الأحيان أن تتجاهل ما قاله طفلك وخصوصا إن كان جائعا أو صعب المزاج. هذا لا يعني تجاهل سوء كلامه للأبد. فعندما يهدأ أو يرتاح طفلك يجب أن تذكره بأفضل الطرق لطلب ما يريد و أن الاحترام هو أساس التعامل. أبلغه أيضا أنك لا تسمح لأحد بالتحدث معك بهذه الطريقة. لا تشعره بتأنيب أو عذاب ضمير، بل قل له إنك لا زلت تتعلم وستلمس نتيجة إيجابية قريبا . 7- احضن طفلك و تواصل معه: ما لا يعرفه كثير منا هو أن الأطفال بالغالب يسيؤون التصرف عندما يكونون بحاجة إلينا. حين يفتقدون اهتمامنا وعطفنا. عندما تحضن طفلك وتجالسه لدقائق لتلعب معه لعبة أو تقرأ له كتابا فذلك يشعره بالأمان ويعيد إليه هدوءه ، دون الإحساس بتهديد منك أ ورغبة بمقاومتك. يمكنك بعدها التحدث معه وتدريبه على طرق مقبولة للرد. يجب الإشارة إلى أن تأجيل ردك لا يعني قبولك لعدم احترام طفلك أو موافقتك عليه. لكن ذلك يعني أنك لن تتصرف في حالة الغضب وستنتظر حتى يعود الجزء المفكر من عقلك وعقل طفلك للعمل. فعندما تهدأ انت وطفلك يمكنكك ان تقول مثلا "يبدو أنك كنت تشعر بغضب شديد عندما طلبت منك مغادرة الألعاب ورددت علي بطريقة لا أرضاها، هل يمكنك التفكيير بطرق أخرى تبلغني بها عن شعورك ؟". وضّح لطفلك أيضا مشاعرك عندما خاطبك بهذه الطريقة دون تحسيسه بالذنب من قبيل " لقد شعرت بالضيق عندما قلت إنني لئيمة" . اعترف واعتذر لطفلك إن أخطأت بحقه أو أجبته بكلمات سيئة.. فهذا الوقت هو المناسب لتعليم طفلك والاتفاق معه على حلول ملائمة .