حضر إلى مقر هيئة علماء المسلمين وفد من المدرسة الخالصية لمعرفة الملابسات التي حدثت في قضية مدينة التاجي باعتباره وسيطا بين عشائر المشاهدة وبني تميم. وبحضور العديد من مشايخ العشائر تحدث د. عبد السلام الكبيسي مرحبا بالوفد قائلاً (( الوفد يمثل الجذر الحقيقي للشعب العراقي قولا وفعلا. ونيابة عن د. حارث والشيخ إبراهيم المدرس نرحب بالمدرسة الخالصية التي أرادت أن تسمع مباشرة من الأطراف داخل الأزمة من عشائر الجبور والمشاهدة والدليم واشادة باللحمة والتآخي بين أفراد الشعب وإحباطاً لمحاولات العدو في بث الفرقة والانقسام، فالشارع العراقي يعي الآن دور الحكومة والمليشيات التي تعمل على التقسيم ونحن أدوات لكشف هولاء)). ورحب الشيخ إبراهيم المدرس بالوفد ترحيبا حارا، وبشر بأن كبار رجال القبائل في جنوب العراق ووسطه كلهم مدوا أيديهم إلى الهيئة، فقد وجدوا في الهيئة التاريخ الناصع والمشرف والتجرد وهذا أهم شيء. وأضاف أن (الشيخ طالب الياسري وقف وقفة مشرفة وعظيمة في كربلاء لأنه عربي ويمثل عموم قبائل ياسر، فاتصل بنا وأراد مقابلة الشيخ حارث. ويحكم كربلاء الآن رئيس بلدية طهران الذي عاث فسادا هو والأمريكان، والأمريكان تحت أمرته. وعاهد الشيخ طالب على القرآن هو والجميع على البقاء شوكة في عين المحتل). وطلب سامي أبو معمر- من الشخصيات البارزة في المدرسة الخالصية – من الشيخ حارث أن يكون طرفا لوأد الفتنة التي حدثت في منطقة التاجي بين عشائر بني تميم والمشاهدة وقال( يبدو أن هناك خيوطا خفية وراء هذه الفتنة، وقد حدث في الجنوب مثل هذا وكذلك في الشمال، وكان مصدر هذه الإشكالات هو الاحتلال، فماتت الفتنة وانتهت والحمد لله). وأوضح قائلا :(المحتل فكر في ضرب الوحدة من خلال الفتنة والفرقة. ولا بد لنا من البحث عن وسائل لوأد الفتنة لأن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، والبيت الأبيض مع الكونغرس يستخدم وسائل عديدة لتلافي خسائره فيقوم الأمريكان بتفجير هنا وهناك عن طريق العملاء من اجل ضرب العراقيين وخلق الفتنة). وتحدث الأمين العام للهيئة د.حارث الضاري عن الموضوع فقال: (قتل من أقرباء الامين العام 3 لا يعرف من قتلهم، فصبرنا وما هي إلا أيام وتظهر الحقيقة. إن الدعوة إلى السير خلف هذه القضايا أمر عجيب فقد قتل 17 رجلا لزوبع والمشاهدة الكثير ولا يعرف من قام بذلك، ولكن يجب نفي التهمة والاكتفاء بما حصل وإلا فإنها سوف تفتح أبواب الشر وهذا ما يريده الأمريكان والصهاينة ودعوتنا للعقلاء أن لا يستجيبوا للدعاوى الشريرة). وأضاف شيخ الفلاحات (أن هناك مغرضين يهدفون إلى دفع الشعب العراقي إلى الاحتراب، فتأتي أخبار إلى الفلاحات بان التمايمة سوف يهجمون عليهم بالهاونات، ومن جهة أخرى تأتي إلى التمايمة أخبار بان الفلاحات سوف يهجمون عليهم بالهاونات لإشعال الفتنة، وتم الاتصال بين الشيوخ ونزع فتيل الأزمة). ونصح الشيخ الدكتور حارث الضاري الحاضرين قائلا: (إذا حصل خلاف بين المشاهدة وبني تميم فيجب أن يحصر بينهما ويصار إلى التحكيم العشائري العرفي لأن الأحزاب العميلة تسعى إلى خلق فتنة عشائرية بعد أن فشلت في خلق فتنة طائفية. والتقاليد القبيلة في حل مثل هذه المشاكل معروف). ويذكر ان فرع هيئة علماء المسلمين في قضاء الطارمية شمال بغداد عقد مؤتمرا للمصالحة الوطنية بين أهالي القضاء الأسبوع الماضي حضره نحو150 من العلماء وشيوخ العشائر. وتحدث فيه الشيخ الدكتور حامد عبد العزيز عن الأخوة الإسلامية وعن أسس الترابط بين المسلمين، وبين أن ما يحدث من عمليات اغتيال وقتل على الهوية إنما هو من تدبير المحتل وأعوانه وانه يجب تفويت الفرصة على المحتل وتوحيد الصف فيما تحدث علماء آخرون عن الأخوة وعن امتداد العلاقة بين أبناء المنطقة وبينوا أنهم لم يحرضوا على عنف وأن ما يجري لم يكن له مثيل قبل الاحتلال. وجاء هذا المؤتمر على خلفية أحداث وقعت في منطقة التاجي شمال بغداد حيث قام مجهولون يرتدون ملابس الحرس الوطني بقتل 17 رجلا من عشيرة بني تميم. ثم قامت جماعة من بني تميم بالتعرض إلى بعض الفلاحين من عشيرة المشاهدة في علوة الخضروات فضلاً عن اعتراض سيارات الحمل لتابعة للمشاهدة وإفراغ حمولتها. وكان فرع الهيئة في الطارمية قد استنكر هذه الحوادث المؤلمة وذكر الجميع بان المحتل يستهدف العراقيين فأياديه تطال أبناء الطوائف كلها فقد قتل 43 رجلا بأيدي من يرتدون زيا عسكريا. وسبق أن شهد قضاء الطارمية قبل أسابيع عمليات اغتيال طالت أبناء عشيرة المشاهدة وهي اكبر العشائر في القضاء فقد قتل منهم أكثر من 80 رجلا.