اتهمت هيئة علماء المسلمين بالعراق على لسان الناطق باسمها، الشيخ عبد السلام الكبيسي، القوات الأمريكية بتأزيم الموقف على جبهة مدينة الفلوجة بقصف المدينة بأسلحة محرمة دوليا مما أدى إلى مقتل العشرات من سكانها. وأكدت أن القوات الأمريكية وبدلا من انسحابها من المدينة وفق شروط الهدنة، بدأت بحفر الخنادق حولها ومحاصرتها بشكل استفزازي، فيما تشير التوقعات إلى أن الهدف من ذلك هو عزل المدينة استعدادا لمهاجمتها والقضاء على المقاومة فيها. أعلن عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ عبد السلام الكبيسي: أن القوات الأمريكية التي تحاصر المدينة منذ نحو أسبوعين شرعت بحفر خندق حول مدينة الفلوجة لم تعرف بعد الغاية منه، كما اتهمها باعتقال مجموعة من الأطفال، وأكد أن القوات الامريكية حولت معملا للمشروبات الغازية في الفلوجة إلى معتقل تعذيب كبير للأطفال الذين أخذوا من بيوتهم وهم آمنون، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية تطال حتى الاطفال ويجري احتجازهم في ضواحى المدينة وتعذيبهم ومنع أهاليهم من الاتصال بهم. وقال الكبيسي في مؤتمر صحفي عقده الجمعة الأخير، إن قوات الاحتلال الأمريكي ارتكبت مجازر بشرية ضد أهالي الفلوجة استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا. وأضاف الكبيسي أن القوات الأمريكية ارتكبت مجزرة جديدة ضد الفلوجة ليلة الخميس الماضي استخدمت فيها القنابل العنقودية المحرمة في ضرب المدنيين كما قصفت سيارات الإسعاف التي تنقل ضحايا القصف الشديد للمدينة. وقال الكبيسي الناطق بلسان الهيئة: بالأمس (الخميس) منع وفد التفاوض من الدخول إلى الفلوجة كما منعت كل المساعدات من الدخول حتى الطبية منها، أما اليوم (الجمعة) فسمح للوفد بالدخول. وقال إن أهالى الفلوجة التزموا بالهدنة أما القوات الأمريكية فأخذت مواقعها لكي تجعل الفلوجة في دائرة مغلقة لكي تخنق أهالي الفلوجة ولكي تضربهم مرة واحدة. واستطرد قائلا وهذا كله في مقابل أناس يدافعون عن بلدتهم وأرضهم وعرضهم، بل وصلت المسألة إلى أن تضرب سيارات الإسعاف وفيها من الحوامل من هن في حالة مخاض. وأضاف الكبيسي أن هناك عشرات الجثث لا زالت تحت الأنقاض لا نستطيع الوصول إليها للأن القناصة الأمريكيين يرفضون أن يصل أحد إلى هؤلاء. وقال الكبيسي إنه مع ذلك فنحن ندعو للتهدئة ونقول للأمريكان إن بغداد لن تصبر على ما يحدث وإذا ما بقيت الأمور تسير هكذا فإن عصيانا مدنيا وإن مظاهرات سلمية ستغرق الفلوجة بكاملها وتغرقون معها. يذكر أن وفدا يمثل هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي، وعضو مجلس الحكم الشيخ غازي عجيل الياور، يقوم منذ ما يزيد على أسبوع بجهود وساطة لتثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سلمي ينهي الأزمة، ويجنب سكان المدينة المزيد من الويلات والدمار. وأكد الشيخ الكبيسى أن الوفد المذكور دخل أول أمس إلى مدينة الفلوجة المحاصرة، بعد أن منعته القوات الأمريكية التى تحاصر المدينة قبل يوم من دخولها لإجراء المزيد من المباحثات مع ممثليها. كما أعلن أن المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى المدينة منعت من الدخول وأصبح الحصار العسكري حول المدينة محكما ومن جميع الجهات. وعلى صعيد الجهود التي تبذلها الهيئة لإطلاق سراح الرهائن الأجانب قال الشيخ الكبيسى: إن الهيئة نجحت فى اطلاق سراح رهينة صينى لم يعلن عن اختطافه سابقا وقد تم تسليمه إلى سفارة بلاده فى بغداد. كما أنها تدخلت لإجلاء 300 عامل روسى يعملون فى محطة توليد الطاقة الكهربائية فى الضواحى الجنوبية لمدينة بغداد من المحطة المذكورة ونقلهم إلى العاصمة العراقية تمهيدا لإجلائهم إلى بلادهم. وكان خاطفون مجهولون قد اطلقوا في وقت سابق سراح ثلاث رهائن يابانيين لينضموا إلى ثمانية رهائن روس تم إطلاق سراحهم بتدخل من هيئة علماء المسلمين. وفى مدينة النجف مازال التوتر والقلق يسود أهالي المدينة من احتمال اندلاع قتال واسع النطاق بين قوات جيش المهدي الذي يتزعمه مقتدى الصدر وبين قوات الاحتلال التي أصبحت تطوق المدينة من جميع الاتجاهات. وتسمع الآن بين الفينة والأخرى بوضوح أصوات تبادل إطلاق النار من الأسلحة الرشاشة بين الجانبين فى ضواحي المدينة. وكالات