بات الجراد خطرا وتهديدا حقيقيا وواقعيا على المغرب أكثر من أي وقت مضى، ذلك أن نوعا جديدا منه يسمى كريكر (GREGUER) يبلغ طوله 7 إلى 8 سنتمرات ينتقل بسرعة الريح على شكل أسراب كثيرة، ويوصف بأنه الأكثر شراسة وقضما، حيث يأتي على الأخضر واليابس. وقد أوضح النائب البرلماني عبد الجبار القسطلاني، عضو فريق العدالة والتنمية، في إطار المادة 66 بمجلس النواب، أول أمس الأربعاء، أن سربا كبيرا من الجراد المذكور يقدر عرضه ب75 كلم، فيما يجهل سمكه وطوله، دخل إلى المغرب يوم الثلاثاء الماضي، مشيرا إلى أنه يشكل، على خلاف ما سبق، تهديدا حقيقيا، خاصة إذا سار في اتجاه المناطق المنتجة، حيث توجد الضيعات ومجالات الإنتاج الفلاحي والزراعي المصدر. وذكر القسطلاني، استنادا إلي مصادر متتبعة للموضوع، أن السرب المشار إليه انقسم أجزاء يوم الأربعاء بفعل تأثير رياح شمالية في اتجاه الجنوب، مما جعل جزءا منه يتجه نحو الجزائر وجزءا ثانيا إلى طانطان، فيما توجه جزء آخر في اتجاهات كثيرة إلى أفلا إيغير بإقليم تزنيت، حيث ضيعات اشتوكة أيت باها، وإلى تارودانت عبر إيغرم، حيث ضيعات أولاد تايمة. وشدد عضو فريق العدالة والتنمية على أن تلك المناطق باتت مهددة، مما يعني تهديد المنتوج الفلاحي والزراعي الموجه للتصدير للخارج، مشيرا إلى أن ثمة إشاعات بدأت تروج في السوق الأوروبية، تنتقص من المنتوج الفلاحي المغربي، بدعوى تعرضه للتسمم نتيجة استعمال المبيدات لمحاربة الجراد، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على المنتجين المغاربة والاقتصاد الوطني. ودعا القسطلاني إلى عدم الركون إلى التطمينات التي قدمتها وزارة الفلاحة، لأن التهديد بات حقيقيا وخطيرا، وقال إن المنطقة على حافة أن تكون منكوبة في مناطقها الخضراء، وخاصة في المناطق الفلاحية الأساسية السالف ذكرها. يشار إلى أن الهجمة الجديدة لجراد الكريكر مخالفة لهجمات الجراد السابقة في السنتين الماضيتين، حيث كان الجراد من النوع الفردي، كما أنه يهدد دولا أخرى كدول الصحراء وشمال إفريقيا ولبنان والأردن، وربما يصل إلى تركيا وإيطاليا. من جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة لالتجديد أن هناك مشاكل وعوائق تحول دون محاربة الجراد بشكل فعال وناجع، وتتمثل في قلة اليد العاملة المؤهلة والمدربة بالشكل الكافي في ميدان محاصرة الجراد، وكذا في كثرة المتدخلين في اتخاذ القرار، مما يكرس ارتجالية في العملية برمتها، وأشارت المصادر نفسها إلى أن المسؤولين عن الموضوع لم يقوموا بعد بتقييم الخسائر المترتبة عن الغزو الأخير لعدد من المناطق المتضررة من لدن الجراد. ويشار أيضا إلى أن المجلس الإقليمي لتيزنيت خصص الأسبوع الماضي جلسة خاصة لمدارسة مخلفات هجوم الجراد وسبل وقفه، والأمر نفسه فعلته جهة سوس ماسة درعة بحضور برلمانيي الجهة وأعضاء الغرف الفلاحية وبعض المصدرين والمنتجين في الميدان الفلاحي والزراعي، وكان تخصيص ميزانية لمكافحة الجراد وتعويض المتضررين والمناطق المنكوبة من أهم المقترحات التي طرحت. محمد عيادي