دق مصدر خبير بالمركز الوطني لمكافحة الجراد ناقوس الخطر الذي يحمله نزوح الجراد الصحراوي إلى المغرب من الآن إلى حدود بداية السنة المقبلة، حيث قال إن حجمه >لم يُشهد له مثيل<، مستدلا بشهادة مسؤول كبير بالمركز وقف عند زيارته للسينغال قبل أيام على أسراب من الجراد >لم ير مثلها في حياته<، على حد قول المصدر. وأضاف المصدر أنه ما لم يتم الاستعداد لهذا الزحف المحدق، فإن الجراد الصحراوي، المستقر حاليا بكل من موريتانيا والسينغال ومالي، سيتجاوز مسافات من الأراضي الصحراوية القاحلة ليتقدم شمالا تجاه المناطق الفلاحية بالمغرب طلبا للغذاء، موضحا أن هذا النوع من الجراد يتميز بشراهة كبيرة، إذ أن طنا من الجراد (سرب صغير) يلتهم في اليوم ما يمكن أن يلتهمه 2500 إنسان. ولم تمنع حملات مكافحة الجراد، التي أنجزت لحد الآن، من الوقوف سدا مانعا دون تسرب الطلائع الأولى من أسراب الجراد إلى مناطق تارودانت وتيزنيت وسوس، حيث >أتت على الأخضر واليابس في كثير من ضيعاتها<، بحسب تأكيد المصدر المذكور الذي أشار إلى أن أضرار الجراد أصابت أشجار الزيتون والليمون وشجر الأركان، الذي يعد أحد أهم مصادر عيش ساكنة واسعة بمنطقة سوس على الخصوص. وأوضح المصدر أن التحرك الحكومي الأخير ضد خطر الجراد جاء على خلفية >اجتياح أسراب الجراد لضيعات مسؤولين كبار بتارودانت، الذين انتفضوا درءا للكارثة، خاصة وأن منتوجاتهم الفلاحية موجهة عادة للتصدير<، مبرزا، في هذا الإطار، أن المركز الوطني لمكافحة الجراد >ما زال لم يتوصل بعد بما أعلنت عنه الحكومة أخيرا من دعم ضخم، مالي ولوجيستيكي لمحاربة الجراد، وأنه (أي المركز) يشتغل لحد الساعة بما لديه من إمكانات<. وقد صرح امحند العنصر، وزير الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري، أن الدولة رصدت إمكانات ضخمة لمكافحة آفة الجراد، وذلك في معرض رده أول أمس الأربعاء على أسئلة آنية بمجلس النواب حول خطر الجراد والإجراءات المتخذة لمحاربة زحفه. وزاد المسؤول الحكومي قائلا إن هناك كميات هامة من المبيدات وإن أربعين طائرة مجهزة لهذا الغرض تقوم بعمليات الرش، علاوة على طلب كراء 18 طائرة إضافية و300 سيارة منها 150 سيارة مجهزة بآلات الرش وتجهيزات أخرى للرش اليدوي وإمكانيات وقائية للصحة للعاملين في هذا المجال. يونس السلاوي