أثار ملف النقل الحضري بمكناس وتأخر وصول الحافلات، التي وعدت الشركة المكلفة بتوفيرها في بداية الدخول المدرسي، جدلا كبيرا وعدة ردود أفعال وتساؤلات وتصريحات، خاصة في ظل الزيارة الملكية الأخيرة إلى المدينة. وقال أبو بكر بلكورة، رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، إنه بعد >الزيارة الميمونة واهتمام صاحب الجلالة بهذا الملف فإنه سيجد الطريق إلى حله في أقرب أجل». وأبرز بلكورة، في تصريح لالتجديد، أن الشركة المكلفة بملف النقل الحضري سبق أن التزمت في لقاء تم يوم 15 شتنبر الماضي بتوفير الحافلات في أجل أقصاه ثلاثة أشهر (انظر نص البلاغ) بعدما عجزت عن توفيرها في شهر شتنبر الحالي لأنها لم تستطع الحصول على إعفاء ضريبي كانت قد عولت عليه. وأضاف رئيس الجماعة الحضرية لمكناس أنه عند تحمله المسؤولية وجد المدينة بدون نقل حضري، حيث لم تكن تتحرك إلا بضع حافلات وكانت الوكالة منهكة بالديون، وتم الالتجاء إلى الحلول التي دأبت عليها المجالس السابقة، حيث كانت تضيع مبالغ هامة في دعم ميزانية الوكالة، وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة لها ما يزيد عن 9 ملايير سنتيم. وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الأسلوب غير ذي جدوى وأن الوضع في تدهور، لأن عدد الحافلات المشغلة في تناقص والديون في ارتفاع مستمر (أزيد من 33 مليار سنتيم)، مما دفع الجماعة، يؤكد بلكورة، إلى إعلان طلب عروض دولي لمنح حق الامتياز واستغلال خطوط النقل الحضري بالمدينة. وقال بلكورة إن من أسباب التأخر أيضا هو أن الصفقة الأولى كانت غير مثمرة سنة ,2004 وبعد التشاور والتنسيق مع وزارة الداخلية، التي لم تدخر جهدا في إخراج هذا الملف إلى الوجود تم الاتفاق مع الوزارة على إعادة طلب العروض وفق دفتر للتحملات يحفظ مصالح المدينة ويمكنها من نقل بجودة عالية. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن جلالة الملك أعرب، أول أمس الأحد في إطار جلسة عمل، عن ذهوله إزاء وضعية النقل الحضري، الذي حرمت منه مدينة مكناس منذ سنتين، وهي الوضعية التي تثير الاستغراب بالنظر لمكانة مكناس على الصعيد الوطني وكذا بالنظر لتاريخها. وفي هذا الصدد، أعطى جلالة الملك تعليماته السامية لتجاوز هذه الوضعية غير المقبولة ولأن يتم إيجاد حلول ملائمة وعاجلة لهذا المشكل الذي يعاني منه السكان، والذي يعيق بقوة السير الجيد لأنشطتها الاجتماعية والاقتصادية. يذكر أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس استقبل أول أمس في إطار جلسة عمل، على التوالي وزيري الداخلية والفلاحة، إضافة إلى والي جهة مكناس تافيلالت ورئيس الجهة، وذلك من أجل بحث الوضعية بالجهة وسبل النهوض بها. وأكد جلالة الملك خلال هذا الاجتماع على ضرورة إعادة تهيئة مدينة مكناس من خلال التأهيل الحضري للمدينة، وتحسين إطار العيش وعبر النهوض بالسكن الاجتماعي، وذلك حتى تستعيد المدينة إشعاعها ومكانتها التي تستحقها. بلاغ من رئيس الجماعة الحضرية لمكناس وممثل الشركة الفائزة بصفقة النقل الحضري اجتمع يوم الخميس 15 شتنبر 2005 السيد والي جهة مكناس تافيلالت، وعامل عمالة مكناس والسيد رئيس الجماعة الحضرية لمكناس باللجنة المكلفة بملف النقل الحضري، وبالشركة الفائزة بصفقة النقل الحضري ممثلة في شخص السيد محمد مطيع، وبعد مناقشة الملف في جميع جوانبه، تقرر: طمأنة الرأي العام المحلي أن الشركة ملتزمة بالشروع في العمل بالمدينة في أجل أقصاه ثلاثة أشهر. التأخير الحاصل الآن ناتج عن الإجراءات الإدارية والتقنية التي على الشركة احترامها. التزام الشركة بالعمل بمقتضيات الاتفاق واحترام الآجال المحددة لذلك. إمضاء أبو بكر بلكورة: رئيس الجماعة الحضرية لمكناس محمد مطيع: ممثل الشركة بيان حقيقة من رئيس الجماعة الحضرية بمكناس ارتباطا بموضوع النقل الحضري بمكناس، توصلت التجديد ببيان حقيقة من رئيس الجماعة، أبو بكر بلكورة، حول ما نشرته جريدة البيضاوي في عددها 16 ليوم 26 شتنبر، في مقال يحمل عنوان الوزارة هي التي عرقلت الحافلات. وقال بلكورة في بيانه >لم أسلم أو أكتب أي مقال لجريدة البيضاوي، وإنما يتعلق الأمر بحوار أجراه معي الصحافي ولا أدري لماذا تم حذف الأسئلة والأجوبة المتعلقة بها»، وأضاف قائلا: >لم أشر قط خلال الحوار إلى أي دور سلبي لوزارة الداخلية في تدبير ملف النقل الحضري لمكناس، عكس ما ورد في عنوان ومضمون المقال». وتساءل بلكورة عن خلفية هذا التصرف، مؤكدا أن علاقته بوزارة الداخلية يطبعها التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة مدينة مكناس.