قال عبدالقدوس أنحاس "رمضان شهر الطاعات والمغفرة والرحمة والله تعالى أمرنا أن نصومه كفريضة قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ" وأكد على أنه يجب أن نتعامل مع الصيام كحقيقة من حقائق الإسلام "فكما أن الصلاة عمود الدين فالصيام شطر من أشطر هذه الأركان، لذى يكون لزاما على المسلم أن يعتني بصيامه خلال هذا الشهر. وحول كيفية صيام هذا الشهر أشار عبدالقدوس إلى أن القرآن الكريم وضح ذلك في الآية الكريمة قال تعالى "فمن شهد منكم الشهر فليصمه " بمعنى الحضور أي لا يجب أن يكون المسلم غائبا أتناء رمضان هذا من جهة ومن ناحية أخرى فالله تعالى حدد سقف المطلوب وهو تحصيل التقوى قال تعالى " لعلكم تتقون" وهي الخشية وهذا المطلوب يكون سبحان الله بأشياء أساسية لعل أهمها قراءة القرآن الكريم قال تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن". ويرى الباحث في الشأن الديني أن القرآن أنزل من الناحية التاريخية والزمانية في رمضان لكن من ناحية أخرى مطلوب الإكثار من قراءة القرآن بحيث لا نكف عن تلاوته في هذا الشهر فأوقات رمضان معادل كوني وشرعي للقرآن فينبغي أن تكون للقرآن وفيه ومعه. وأشار أيضا إلى أن رمضان مناسبة لإحياء هذا الشهر بالذكر، وذلك لتحيا به القلوب ويسترجع المسلم صلته بالله عز وجل . وأكد أنحاس في تصريح ل جديد بريس أن الدعاء هو الربط السريع بين العبد وربه قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " ، بمعنى آخر أن شهر رمضان هوشهر تذكر الدعاء وذلك أن الإنسان الذي أخطأ طريقه إلى الله وأصبح ناسيا فالدعاء يصبح هو العملة الصعبة والطريق التي به تحصل به المقاصد والمطالب والحاجات لأن الدعاء هو العبادة والحالة التي يكون فيها المسلم عبدا لله مستجيبا له يذكر المتحدث . وأضاف حقيقة الدعاء قال عنها الله تعالى" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب " وأكد عليها أيضا في قوله تعالى " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون" كما أكد عليها بنوع من التقريع في قوله تعالى " قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم " وأكد تعالى أن الحقائق والمطالب تكون ب ياربي ياربي ياربي وهو باب واسع وعريض به تتحقق مطالب الإنسان قال تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم" وخلص عبدالقوس أنحاس إلى أنه من خلال حقائق الصيام العقدية والغيبية تتحقق على الأرض حقائق أخلاقية ، وعندئذ يبدأ الإنسان في نوع من الإصلاح الذاتي والانسجام الوجداني مع حقائق القرآن الكريم ، وتبدأ التغييرات في حياة الإنسان شيئا فشيئا ، فيكون بالفعل قد شهد رمضان لأن الإنسان المسلم الذي يشاهد محفلا عظيما فيه كثير من الأشياء المبهرة والمؤثرة التي تحرق جملة من الدهون الفكرية السلبية فيه لا شك أنه يخرج من هذا المحفل بنوع من التغير والتأثر الذي هو دلالة على الحضور في رمضان، وأداء صيامه وقيامه وسائر الطاعات فيه كما يجب . وحول ما نشاهده من أخلاق فاسدة قال أنحاس ستبدأ في الاضمحلال ثم إلى الزوال بعد حضور رمضان حضورا حقيقيا..