كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر هذا عنوان كتاب من تأليف الأستاذ رأفت صلاح، أحاول أستعراضه فى هذا المقال، بشكل غير مخل ،علنا نستفيد من بعض ما ورد فيه عن الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك . يقول الكاتب فى مقدمه كتابه : إن من نعم الله تعالى علينا التي لا تعد ولا تحصى أن هيأ لنا أمر عبادته وأرشدنا إلى طريق طاعته، فما من خير إلا ودلنا عليه ، وما من شر إلا وحذرنا منه، ومن هذه الأفضال والمنن أن هدانا لصيام شهر رمضان ، فهو شهر كله بركات وخيرات وطاعات، فقد شمل هذا الشهر الكريم كل أنواع الطاعات ،من صلاة وصيام وزكاة وتلاوة للقرآن وكل وجوه البر ، حتى العمرة فيه تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، لذا كان لزاما علينا شكر نعم المولى، وأداء حقوقه علينا في هذا الشهر الكريم ، بصيامه على أكمل وجه ، كما صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته إيمانا واحتسابا . وركز الكاتب على الآداب الواجبة والمستحبة،وجمع بعض أحكام الصيام،وبعض الفتاوي ،وبالتالي اشتمل الكتاب على ابواب ثمانية، تتمثل في فضل وحكمة واداب وأحكام الصيام، وأقسام الناس في الصيام، ومباحات ومفطرات الصوم، وبعض فتاوى اللجنة الدائمة والشيخ العثيمين، عليه رحمة الله. وفي باب فضل الصيام يقول: شهر رمضان شهر كريم وموسم عظيم للطاعات يعظم الله فيه الأجر، ويجزل العطايا ، ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب . شهر الخيرات والبركات ، شهر المنح والهبات ، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت فيه الآثار: ففي الصحيحين عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين )0 وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة ، وترغيبا للعاملين ، وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، وتصفد الشياطين فتغل فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره . وقد وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها. ( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) ويزين الله كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، يعني مؤونة الدنيا وتعبها وأذاها ويشمروا إلى الأعمال الصالحة التي فيها سعادتهم في الدنيا والآخرة وتصفد فيه مردة الشياطين ويغفر لهم في آخر ليلة ، قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل يوفى أجره إذا قضى عمله ،ونجد أن الله تفضل علينا بالأجر في هذا الشهر من ثلاثة وجوه : إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة لذا يجب علينا أن نقوم بحقه بالرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته ومن الغفلة عنه إلى ذكره، ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه، ومن فضائل الصوم أن الصائم يعطى أجره بغير حساب لا يتقيد بعدد معين أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة ، فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان « ( رواه أحمد ).ومن حكمة الصيام أنه عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه بترك محبوباته المجبول على محبتها، من طعام وشراب ونكاح ، لينال بذلك رضا ربه والفوز بدار كرامته ، فيتبين بذلك إيثاره لمحبوبات ربه على محبوبات نفسه وللدار الآخرة على الدار الدنيا. انه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه ، قال تعال ( يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون « وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم (إنها التقوى ) وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الأكل والشرب والنكاح ، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة طاعة لله ، وإيثارا لرضاه ، والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ومنها : أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بما يسر له الحصول على ما يشتهى من طعام وشراب ونكاح ، فيشكر ربه على هذه النعمة ، ويتذكر الفقير الذي لا يتيسر له الحصول على ذلك فيجود عليه بالصدقة والإحسان، ومنها : أن نستشعر حال اخواننا المستضعفين في كل مكان الذين يهجرون من ديارهم ، فيخرجون إلى العراء جوعى هلكى لايجدون ما يسترهم ولا ما يسد رمقهم . ومنها : مايحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام واراحة الجهاز الهضمي لفترة معينة ، وكذلك ليتخلص الجسم من الفضلات الضارة المترسبة فيه . ومن اداب الصيام أن يقوم الصائم بما أوجبه الله عليه من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمها الصلاة أن يؤديها في وقتها بشروطها وأركانها وواجباتها مع الجماعة في المسجد0 أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال مثل الكذب والغيبة والنميمة ، وأن يتجنب قول الزور والعمل به ، وأن يغض من بصره ويحفظ فرجه ، وكذلك يتجنب المعازف وآلات اللهو بجميع أنواعها ، فعن جابر رضي الله عنه قال :» إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب و المحارم ، ودع عنك أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة ، ولا يكون يوم صومك ويوم فطرك سواء زكاة الفطر: وقد فرضها الله تعالى في رمضان صاعا من طعام الآدميين من تمر أو بر أو أرز أو شعير أو زبيب أو أقط. ومن الاداب المستحبة أيضا في الصوم أن تستقبل رمضان بنية أن تصومه إيمانا واحتسابا ، وأن تفتح في أول ساعة منه صفحة جديدة في سجل أعمالك ، ومعك العزم الأكيد على التزود فيه بصالح الأعمال ، فمن أدركه رمضان ولم يغفر له فقد خاب وخسر. ومن آدابه المستحبة تأخير السحور و أن لا تجعل شهر الصوم شهر فتور وكسل ، فهو شهر جلد وصبر ، يتسلح فيه المؤمن بقوة الإرادة ، فينشط إلى العمل والكفاح و قيام رمضان»التراويح» وهو سنة مؤكدة ، وتسن فيها الجماعة ، وله ميزة وفضيلة عن غيره في أى وقت آخر لقوله صلى الله عليه وسلم :» من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي إحدى عشرة ركعة ، وكان السلف رضوان الله عليهم يطيلونها اغتنام العشر الأواخر: ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله»رواه البخاري. الاعتكاف : ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. تحرى ليلة القدر: التي هي خير من ألف شهر لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن ، والتي وصفها الله تعالى بأنها يفرق فيها كل أمر حكيم أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وغير ذلك من الأوامر المحكمة، و كثرة القراءة والذكر والدعاء والصلاة والصدقة العمرة : لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «عمرة في رمضان تعدل حجة». تجنب الإفراط في الأكل والشرب، استعمال السواك في نهار رمضان. ختام رمضان : فقد شرع الله لنا في ختامه عبادات تزيدنا منه قربا ، وتزيد إيماننا قوة وفي سجل أعمالنا حسنات ، فشرع لنا التكبير عند إكمال العدة من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد ، قال تعالى : « ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» البقرة 185. في اللغه :_ مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك . قال الله تعالى :_ « اني نذرت للرحمن صوما « أي امساكا عن الكلام . ويقال صام الفرس اذ أمسك عن الجري . في الشرع :_ هو إمساك بنية عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص الإمساك بنية : أي بنية التعبد لله تعالى . _ الأشياء المخصوصة : هي مفسداته . _ الزمن المخصوص : من طلوع الفجر حتى غروب الشمس . _ أما الشخص : فهو المسلم العاقل البالغ غير الحائض والنفساء وهذه إجابة سؤال وجه للشيخ العثيمين . كثير من الناس في رمضان أصبح همّهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟ ج: أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت وإضاعة المال، إذا كان الناس ليس لهم هَمٌّ إلا تنويع الطعام، والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته، فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب، وينبغي لمَن عنده القدرة أن يحرص على تفطير الصوام إما في المساجد، أو في أماكن أخرى؛ لأن مَن فطَّر صائماً له مثل أجره، فإذا فطَّر الإنسان إخوانه الصائمين، فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة مَن أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً وهذه اجابة أخرى لسؤال آخر ما حكم الصوم مع ترك الصلاة في رمضان؟ ج: إن الذي يصوم ولا يصلي لا ينفعه صيامه ولا يُقْبَل منه ولا تبرَأ به ذمَّته. بل إنه ليس مطالباً به مادام لا يصلي؛ لأن الذي لا يصلي مثل اليهودي والنصراني، فما رأيكم أن يهوديًّا أو نصرانيًّا صام وهو على دينه، فهل يقبل منه؟ لا. إذن نقول لهذا الشخص: تب إلى الله بالصلاة وصم، ومَن تاب تاب الله عليه. ما هو السفر المبيح للفطر ؟ ج السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 ) كيلو مترا ونصف الكيلو متر تقريبا، ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر، ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة ، وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله . قال أبو نواس: تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك وقال آخر: فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب 1 أنه شرع لنا من الأعمال الصالحة ما يكون سببا لتكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا 0 2 أنه وفقنا إلى العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه ما قمنا بهذا العمل 0 3 أنه تفضل علينا بالأجر الكثير0 كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر