قال تقرير صدر الأربعاء 31 غشت 2005 إن الحرب الأمريكية في العراق تكلف الآن شهريا أكثر من المتوسط الشهري لتكلفة العمليات العسكرية في فيتنام في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي. وحدد التقرير الذي يحمل عنوان المستنقع العراقي والصادر من معهد دراسات السياسة ومركز السياسة الخارجية وهما مؤسستان مناوئتان للحرب، تكلفة العمليات الجارية في العراق بنحو 6,5 مليارات دولار شهريا وتصل التكلفة اليومية على هذا النحو إلى 186 مليون دولار. وقال التقرير بالمقارنة فإن متوسط تكلفة العمليات الأمريكية في فيتنام على مدار الحرب التي استمرت ثماني سنوات كانت 1,5 مليارات دولار شهريا بعد أخذ التضخم في الحسبان. وقال المؤلفان فيليس بينيس وإيريك ليفر إنه إذا ما تم تقسيم هذا المبلغ على سكان الولاياتالمتحدة تبلغ التكلفة حتى الآن 727 دولارا للفرد، مما يجعل حرب العراق أكثر الجهود العسكرية تكلفة خلال الستين عاما الماضية. وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي كانت تكلفة حرب فيتنام أكبر حيث كانت تتكلف 12% من هذا الناتج مقارنة ب2% لحرب العراق. غير أن الاقتصاديين يقولون إن حرب العراق يتم تمويلها عن طريق الاستدانة وربما تضاعف تقريبا عجز الموازنة الاتحادية المتوقع خلال السنوات العشر المقبلة. وأقر الكونغرس الأمريكي أربعة مشاريع قوانين للانفاق للعراق حتى الآن باعتمادات تصل إلى 4,204 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يقر في وقت قريب مبلغ 3,45 مليار دولار. ومع تراجع الدعم الشعبي للحرب بدأ المزيد من رجال السياسة بمن فيهم بعض الجمهوريين مقارنتها بفيتنام. وكان آخرهم هو تشاك هاغل السيناتور عن ولاية نبراسكا الذي حصل على وسام القلب القرمزي مرتين وأوسمة عسكرية أخرى لخدمته في فيتنام. وقال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الولاياتالمتحدة غارقة في مشكلة متعثرة لا تختلف عما كنا فيه في فيتنام. وكانت التكلفة الكلية لحرب فيتنام بأسعار اليوم نحو 600 مليار دولار وهناك بعض الخبراء الذين يعتقدون أن حرب العراق ستتجاوز هذا المبلغ في النهاية. وعلى سبيل المثال قدر مكتب الميزانية بالكونغرس هذا العام أنه إذا تمكنت الولاياتالمتحدة من تخفيض نشر قواتها في العراق وأفغانستان إلى نحو 50 ألف جندي بحلول عام 2010 فإن التكلفة خلال العقد المقبل ستكون 393 مليار دولار إضافية. وبإضافتها للمبلغ الذي جرى إنفاقه بالفعل سيتجاوز إجمالي المبلغ الخاص بفيتنام. وبينما يقل عدد القوات في العراق كثيرا عما كان عليه في فيتنام في ذروة الصراع فإن الأسلحة التي يستخدمونها أكثر تكلفة كما أنهم يحصلون على رواتب أكبر. كذلك سلط التقرير الضوء على التكاليف البشرية للحرب وهي مقتل ما يتراوح بين 23 و27 ألف عراقي مدني وأكثر من ألفين من أفراد الجيش والموظفين المدنيين الأمريكيين والتكلفة الاجتماعية للبرامج المحلية التي تم خفضها لمواجهة العجز في الميزانية.كذلك