يتعرض جيش الاحتلال الأمريكي منذ أسابيع عدة لخسائر متزايدة في أفغانستان، حيث قتل أكثر من سبعين جنديا أمريكيا منذ بداية السنة، بحسب الأرقام المصرح بها رسميا، في هجمات يشنها رجال المقاومة الأفغانية وتثير فاعليتها الخشية من وصول واشنطن إلى مأزق عسكري ثان بعد العراق. وأعلن جيش الاحتلال الأمريكي أن أربعة جنود أمريكيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح الأحد الماضي في انفجار قنابل ألقاها مقاتلون في ولاية زابل المضطربة (جنوب). وبذلك، يرتفع إلى سبعة عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ بداية الأسبوع. كما يرتفع إلى 74 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في 2005 في إطار ما سمي بعملية الحرية الدائمة التي تقوم بها قوات الاحتلال في أفغانستان، بينهم حوالي خمسين برصاص المسلحين والآخرون في حوادث، بحسب البنتاغون. وتعتبر سنة 2005 الأسوأ بالنسبة إلى جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان منذ بدء عملياته العسكرية في نهاية 2001. واستنادا إلى أرقام وزارة الدفاع الأمريكية، يكون عدد القتلى في 2005 بالمقارنة مع عدد الجنود المنتشرين في البلاد، أكبر في أفغانستان (1 مقابل كل 243) مما هو في العراق (1 مقابل كل 265). وكان التحالف العسكري بقيادة الاحتلال الأمريكي الذي يبلغ عدد جنوده عشرون ألفا عنصر، 90% منهم أمريكيون، دخل افغانستان بعد اسابيع من اعتداءات 11 شتنبر في نيويورك، وأطاح بحركة طالبان الحاكمة آنذاك وحلفائها في تنظيم القاعدة. وبحسب البنتاغون، يرتفع حجم الخسائر الأمريكية في اطار عملية الحرية الدائمة بازياد منذ 2001. فقد قتل اثنا عشر جنديا أمريكيا خلال شهرين في 2001, و43 في 2002, و47 في 2003, و54 في 2004, و74 خلال ثمانية أشهر في 2005. ومنذ بداية شهر يونيو، ارتفع عدد القتلى الأمريكيين سريعا إذ سقط في هذه الفترة 05 قتيلا، ما يشكل مصدر قلق بالنسبة إلى واشنطن. وقال مسؤول في مكتب انسو المتخصص بتقييم الأمن في أفغانستان لحساب المنظمات غير الحكومية أن هجمات المسلحين تزداد تطورا. السنة الماضية، كانت نسبة أربعين في المائة من القنابل اليدوية الصنع تطال أهدافها. اليوم، تكاد تصل النسبة إلى تسعين في المائة.والهجوم الذي وقع الأحد الماضي خير دليل على ذلك. فقد أعلن الجيش الأميركي أن أربعة جنود أميركيين قتلوا في انفجار قنبلة أولى، بينما جرح ثلاثة آخرون في انفجارات أخرى أثناء محاولتهم إغاثة رفاقهم. وبحسب المسؤول في المكتب دائمالم يعد المسلحون يبحثون عن عملية كبيرة، بل يحددون أهدافا محددة (مسؤولون محليون وقوات أفغانية أو أمريكية). يبدو أنهم يركزون اليوم على بعض المناطق التي يبقون على التوتر فيها ويمكنهم استخدامها كملجأ. وصرح سفير الاحتلال الأمريكي الجديد في أفغانستان رونالد نيومان في بداية الأسبوع في كابول هناك عنف أكثر، وعناصر يحاولون العودة. لا ننفي ذلك، مجددا التأكيد أن أفغانستان تبقى أولوية بالنسبة إلى إدارة بوش. وتدفع الولاياتالمتحدة ثمن هذا الالتزام غاليا في وقت يثير نشر القوات الأمريكية في الخارج جدلا واسعا داخل الولاياتالمتحدة. إذ تدفع واشنطن كل شهر حوالي مليار دولار في أفغانستان وحوالي خمسة مليارات دولار في العراق.