أكد سيف الإسلام القذافي رئيس مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية -النجل الأكبر للزعيم الليبي معمر القذافي- أن السلطات الليبية ستفرج عن المعتقلين من الإخوان المسلمين مطلع شتنبر المقبل. وذكر القذافي الإبن للجزيرة خلال مشاركته في برنامج (ما وراء الخبر) أول أمس أن تأخير الإفراج عن المعتقلين من أعضاء الجماعة المذكورة كان سببه إجراءات الأجهزة الأمنية. ورحبت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا من جهتها بالخطوة مشيرة إلى أنها ليست مفاجأة. وذكر المتحدث باسم الجماعة ناصر المانع في اتصال مع القناة نفسها من جنيف أن الإخوان سيتعاملون بجدية وإيجابية مع أية خطوات إصلاحية. ووصف المانع خطاب سيف الإسلام القذافي الذي انتقد فيه اللجان الثورية بالمهم لأنه يشمل عدة مضامين. وكان القذافي الإبن قد دعا إلى إعادة فتح الملفات التي تضمنت انتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا، مشيرا إلى أن فتح مثل هذه الملفات سيفتح الباب أمام إتمام المصالحة. كما دعا خلال حفل لتقديم أنشطة مؤسسته إلى ضرورة تعويض المتضررين من المحاكم الثورية والشعبية وما وصفها بالمحاكم الوهمية وغير الشرعية. ووجه سيف الإسلام دعوة إلى الليبيين المقيمين في الخارج -ممن صودرت أموالهم وممتلكاتهم- للعودة إلى بلادهم لنيل حقوقهم. وأشار إلى اتصالات تقوم بها مؤسسته مع ليبيي الخارج لمعرفة أسباب بقائهم خارج البلاد وتقييم وضعهم. وقال مدير الإعلام الخارجي الليبي جمعة أبو الخير إن تصريحات نجل القذافي تندرج في ما سماه معالجة الأوضاع في البلاد، لتصحيح مسيرة الثورة الليبية عبر 73 عاما من عمرها. وأوضح في تصريحات للجزيرة أن معالجة مثل هذه الأوضاع تأتي في إطار الحوار والتفاعل الجماهيري لتحقيق العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الخطوة تأتي في إطار المصالحة الليبية مع الولاياتالمتحدة، قال أبو الخير إن الشعب الليبي لا ينتظر شهادة براءة أو إدانة من أي جهة على كل خطوة يقوم بها، مشيرا إلى أن ما يتم عمله هو إنجاز للشعب الليبي. ومعلوم أن الزعيم الليبي معمر القذافي دعا قبل يومين الرئيس الأمريكي جورج بوش لزيارة بلاده، وقدم الدعوة لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي ريتشارد لوجار الذي يزور ليبيا في إطار الجهود الخاصة بتطبيع العلاقات بين واشنطن وطرابلس. وخلال زيارته أعرب لوجار، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، عن اعتقاده بوجود تحسن ملحوظ في العلاقات الأمريكية الليبية.