ينتشر الأطفال المغاربة اليتامى والمتخلى عنهم الذين يقصدون مدينة مليلية المحتلة من مختلف المدن المغربية طمعا في الحصول مستقبلا على أوراق الإقامة، في الأزقة والشوارع، ويتصيدون اللحظة المواتية للانقضاض على المحلات التجارية والأكشاك والهواتف النقالة ومحفظات النساء ومرايا السيارات وما بداخلها. وقد شكل هذا التطور الخطير لأوضاع الأطفال المتخلى عنهم، والذين يبلغ عددهم العشرات، هاجسا للمغاربة داخل المدينةالمحتلة. وأكدت بعض الفعاليات من داخل المدينة أن الحكومة المحلية لم تأو إلا 122 منهم في مركز إيواء المشردين المسمى مركز القاصرين الكائن بحي ورياش قرب مقبرة المسلمين، ويرأسه محمد مكاو، والباقون عجزت الحكومة عن إيوائهم نظرا لتكاثر عددهم يوما بعد يوم، والبعض منهم ليسوا يتامى لكنهم يطمعون في الحصول على أوراق الإقامة، بل تعمد بعض الأسر تحت ضغط الحاجة إلى إدخال أبنائها إلى مليلية عن طريق سماسرة ينشطون في هذا المجال لكون السلطات الإسبانية تمنع دخوال الأطفال القاصرين. ويشتكي المغاربة من معاناة نفسية، خاصة وأن هؤلاء القاصرين يلطخون صورتهم ويشوهون سمعتهم، إذ أقدم أحد هؤلاء الأطفال على اغتصاب طفلة إسبانية على شاطئ البحر، ناهيك عن عمليات السطو والسرقة، ويطالبون في الوقت ذاته بإيجاد حل مناسب في أقرب وقت لإيواء المتخلى عنهم قبل أن يستفحل الأمر، ورغم أن السلطات الإسبانية هي الأخرى تعاني من تصرفات هذه الشريحة لكون القانون الإسباني يمنع محاكمة القاصرين، فإنها أجلت تسوية أوضاعهم بإيوائهم في المركز المخصص لهم، لكن هذه المرة في الناظور، لكونها قدمت طلبا للسلطات المغربية لتخصيص بقعة أرضية لإنشاء مركز تتكلف السلطات الإسبانية ببنائه وتجهيزه وإدارته، ولم تعرف لحد الآن أية نتيجة. وأفاد مصدر من المجلس البلدي لبني انصار أن مجموعة من الأملاك المخزنية (بقع أرضية)، خصصت لمرافق اجتماعية مثل مولاريس وصوطولاسا (قرب مقر الباشوية) شاغرة، هي الآن مأوى للمشردين